الموروث المحلي يبهر زوار القرية العالمية

  • 3/31/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القرية العالمية موسوعة حية، في سرد حكايات من قصص الشعوب بمختلف ثقافتهم وتراثهم وحضاراتهم، وأدواتهم الحياتية التي أفرزتها بيئتهم المحلية لتظل شاهده على تباينهم وتميزهم عن بعضهم البعض، فهذه المشاهد إنما تثري فضول الزوار في فهم فحوى المكان وطبيعة الأرض التي شكلت عليها هذه الثقافات للشعوب المختلفة، لتكون محطتهم وملتقاهم، وتجسيداً لمفهوم التسامح والتواصل الحضاري، فمن بين عدد كبير من الدول المشاركة بمنصاتها في مساحة من القرية العالمية، حضرت الثقافة المحلية عند مدخل بوابة القرية العالمية، في ردائها التراثي التقليدي، وفي بساطة جوهرها تستقبل الزوار من مختلف الأطياف لتفتح ذراعيها، مستعرضة منظومة الهوية المحلية، رغبة في مد جسور التواصل الفكري والاجتماعي بين الشعوب. الحياة قديماً تتجلى البيئة التراثية المحلية بتنوع تضاريسها، فمنها البدوية والجبلية والزراعية والبحرية، في قراءة حية لتفاصيل الحياة قديماً، ونظرة عن كثب حول فحوى الصورة التي تنطق بعمق علاقة الأهالي قديماً بالحرف اليدوية، ورغبتهم الدائمة في تطوير وتنمية ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية، وقد توزعت هذه البيئات بتفاصيلها كافة لتعريف وتثقيف الزوار بالهوية المحلية وتاريخها. ويشهد الزائر «بيت الشعر» الذي يحتضن مجموعة من النسوة وهن يمارسن الحرف التقليدية التي برعت فيها النساء قديماً، ومنها «التلي» وهو عبارة عن شريط مطرز منسوج من خيوط قطنية ممزوجة مع شرائط ذهبية أو فضية تمتاز باللمعان، وتستخدم في تزيين الملابس النسائية خاصة الأكمام والياقات، وهذه الحرفة ما زالت باقية ومستمرة، تمارسها النساء حتى وقتنا الحالي، حفاظاً على هذا الموروث وتعريف الأجيال الجديدة به. أما «سف الخوص»، فهي من الحرف التي اشتهرت عند سكان الجبال، وبرعوا فيها، إلا أن سكان البيئة الزراعية أيضاً كان لهم النصيب الأكبر في عملية إنتاج أدوات مختلفة نظراً لتوافر النخيل بكثرة في البيئة الزراعية التي تعد المصدر الرئيس في تشييد البيوت قديماً، ومستلزمات الحياة اليومية، كما برزت حرفة الحدادة التي كانت أيضاً حاضرة في القرية التراثية والتي تجسد نمطاً من أنماط حاجة الإنسان قديماً، وما بذله من صبر ورغبة في تحسين نمط الحياة في الماضي. نهج التسامح ومن جانبها، أشارت هند العامري، المشرفة عن الورش الحرفية والفنية في جناح المهن المحلية، قائلة: «هناك تواصل جميل بين فئات المجتمع بمختلف شرائحها وثقافتها على أرض القرية العالمية، وفي جناح القرية التراثية على وجه التحديد، لمسنا رغبة الزوار في التعرف على مكونات الهوية المحلية وجذورها المتأصلة في مجتمعنا، فكل جزء من تراثنا له قيمة وهدف واضح، لربط الماضي بالحاضر، والعمل على مزج القديم بأفكار مستحدثة، مع التعريف بالحرف التراثية التي تبدعها الحرفيات على أرض القرية، لكشف هذه الوسائل والمقتنيات التراثية التي كانت تنتعش في البيوت قديماً، لما تقدمه من دور ووظيفة مهمة في تسهيل الحياة اليومية وقتها». وتضيف العامري: «من الجميل مشاهدة الزوار من جنسيات مختلفة، وهم لديهم شغف التعرف على الهوية المحلية، وخوض غمار تجربة هذه الحرف من خلال ورش وفعاليات تراثية، يشاركون بها على مدار أيام القرية العالمية، بهدف ترسيخ نهج التسامح وأهميته في خلق لغة تواصل مع الثقافات الأخرى».

مشاركة :