الاهتمام بـ «اللغة الأم» يعزز التنوع اللغوي والثقافي

  • 2/24/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

احتفل العالم باليوم العالَمي للُغة الأُم، وهوَ احتفال سَنوي لِتعزيز الوَعي بالتنوع اللغوي والثقافي وتعدد اللغات، وقد اعتُبر 21 فبراير اليوم العالمي للغة الأم، وقد أُعلن للمرة الأولى من قبل منظمة اليونسكو في 17 نوفمبر 1999م، ومن ثم تم إقراره رسمياً من قبل الجمعية العامة للأُمم المتحدة، وقال عدد من الأكاديميين والناطقين بلغات متعددة إن اللغة الأم هي اللغة التي ينشأ معها الإنسان ولها تعريفات أكاديمية متعددة، وهي اللغة الأساسية التي يستخدمها الإنسان. مشيرين إلى إمكانية تعلم الإنسان لغة أخرى والبراعة فيها مثل أصحابها بشروط محددة، موضحين أن بعض الأكاديميين قالوا إنه يمكن أن يكون للشخص لغتا أمٍّ وفقا لشروط مفصلة، وطالبوا بإحداث مراجعة جذرية في مناهج اللغة العربية التي صيغت لإخراج نحويين وليس مجيدين للغة العربية، والنتيجة أن هجرت أجيال لغتهم الأم. فائز: إجادة لغة ثانية «صعب» بعد السنة الـ 13 قال الدكتور منتصر فائز الأستاذ بمركز اللغة العربية لغير الناطقين بها في جامعة قطر، وزميل الأكاديمية البريطانية للتعليم العالي، إن اللغة الأم هي اللغة التي ينشأ في إطارها الإنسان، وعرفها بعض الباحثين أنها لغة الأم والأسرة، بينما عرفها البعض الآخر أنها اللغة المهيمنة في ذهن المتكلم على بقية اللغات، بالتالي فإنها تعتبر الأم من ناحية مقارنتها ببقية اللغات كقولنا أمهات الكتب، أي الكتب المصدرية. وأضاف أن عالم اللغويات نعوم تشومكسي ذهب إلى إمكانية أن يكون للشخص لغتا أمٍّ إذا تعلم اللغة بذهن منفتح، وشرطه في ذلك أن يحدث هذا قبل بلوغ سن الثالثة عشرة، فإذا تجاوز هذه السن فإنه يمكن أن يكون بارعا ولن يبلغ مستوى ابن اللغة. وأكد أن كثيرا من الباحثين في اللغة العربية يعتقد أن العامية عدو للفصحى، بينما العامية هي رديف ومستوى من مستويات اللغة، مشيرا إلى أن المطلوب هو تبسيط الفصحى لعموم المتحدثين بها وإلا ستهجر وتصبح لغة فئات محددة، فالتحدي الحقيقي هي أن تصبح لغة الحياة اليومية. وطالب فائز بمراجعة جذرية في مناهج تدريس اللغة العربية لأنه ليس المطلوب من دارس اللغة أن يصبح نحويا، لكنه مطالب باستخدامها بصورة صحيحة، وضرب مثلا بسائق السيارة، فهو لا يحتاج لخبرة عامل الصيانة لكنه مطالب بمهارات محددة تمكنه من الوصول بسلامة إلى مقصده. مجاهد: لغة البيت تتفوق على «المتعلمة» من جهته قال مجاهد سيد الذي ولد بإنجلترا أثناء انخراط والده في الدراسات العليا، إن تعلمه للغة الإنجليزية منذ السنوات الأولى لم يجعلها لغته الأم لأن اللغة العربية كانت لغة المنزل وبالتالي فإن وعي الأيام الأولى حمل معه أن الإنجليزية هي لغة المدرسة وليست لغة الاستخدام اليومي، وعلى الرغم من إجادته للغة الإنجليزية بطلاقة يقول مجاهد إنه عاد للسودان ودرس به المرحلة الابتدائية قبل أن يعود ناضجا لإنجلترا ويعمل بها سنوات طويلة، وأوضح أنه عندما ارتحل إلى إسكتلندا لمس الفوارق حتى داخل اللغة الإنجليزية نفسه. أحمد: لغة «القرآن» تتفوق على باقي اللغات قال أحمد، مكتفيا بذكر اسمه الأول، إن والدته من دولة أوروبية بينما والده من إحدى الدول العربية، الأمر جعله يعي منذ اليوم الأول أنه مختلف، وعلى الرغم من إجادة أحمد للغة العربية فإنه يجزم بأن لغته الأم هي لغة والدته لأنه وجد نفسه في محيطها زمنا طويلا، حيث كان والده مقيما في دولة والدته من أجل الدراسة ومن ثم العمل لاحقا، وأوضح أنه انتقل إلى بلاد والده وتعلم العربية ثم سافر للعمل في دولة عربية أخرى، وأبدى أحمد سعادته بالفرص التي أتاحها له إتقانه عددا من اللغات، وعلى الرغم من أنه لم يعمل في مجال التدريس أو الترجمة إلا أنه أكد أن إتقانه لهذه اللغات عبَّد له الطريق لفرص أكبر.;

مشاركة :