أدباء من الشرق والغرب يكتبون بحبر أسود

  • 2/24/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الكاتب حسن مدن يعرض في كتابه تجارب أدبية إبداعية لأدباء وشعراء بصياغة ممزوجة بين أدب الثقافة والسياسة وبعض الجوانب الاقتصادية. العرب [نُشرفي2017/02/24، العدد: 10553، ص(14)] خلاصة تجربة طويلة مع القراءة المستفيضة المنامة- يتضمن كتاب “الكتابة بحبر أسود”، للناقد البحريني حسن مدن، العديد من المقالات التي قام بكتابتها على امتداد أكثر من 20 عاما قضاها في مجال الصحافة والنشر، ويعد الكتاب خلاصة تجربة طويلة مع القراءة المستفيضة في كافة المجالات سواء الأدبية أو التاريخية أو العملية. ينقسم الكتاب إلى أربعة أقسام، وهي “عن الكتابة”، وعن الكاتب” و”عن الكتب” و”عن القراءة”، وجاءت طريقة صياغة الكتاب ممزوجة بين أدب الثقافة والسياسة وبعض الجوانب الاقتصادية، حيث اتبع منهجية غزارة المادة وطريقة عرضها وهي مقومات العمل الموسوعي، وما يلفت النظر أن للكتاب عملا إبداعيا، وهو بالإمكان أن يولد قيمة مضافة لرأس المال. ويقع الكتاب، الصادر عن دار “مسعى للنشر والتوزيع” في حوالي 200 صفحة من القطع المتوسط، يبرز فيها مدن قدرة كبيرة على تجميع هذا الكم الهائل من المعلومات ووضعها في كتابه، وذلك من خلال استحضار الأسماء العالمية التي استعان بها من الشرق والغرب في مجال الكتابة الأدبية الإبداعية. ويعرض مدن في هذا الكتاب تجارب أدبية إبداعية لعدة أدباء وشعراء، مثل الروائي الراحل غازي القصيبي في عمله “شقة الروح” الذي سعى فيه إلى تدوين يومياته، بالإضافة إلى الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش الذي يفضل العزلة والاعتكاف في المنزل لعدة أيام على أن يخرج، حيث تكون كتبه متناثرة حوله، إلى جانب الروائي غابرييل غارسيا ماركيز، الذي استغرق عشر سنوات كاملة في كتابة روايته “خريف البطريرك” انتقالا بين إسبانيا وبلدان الكاريبي، وذلك حتى يبتكر شخصيات جديدة ملهمة من كل ما قرأه. وفي السياق ذاته، يتناول مدن بالدراسة الشاعر التركي ناظم حكمت، الذي قضى 17 سنة في السجون التركية، وصاحب القولة الشهيرة “الدولة تخاف من الشعر”، وأيضا الروائي السعودي الراحل عبدالرحمن منيف، صاحب خماسية “مدن الملح”، و”أرض السواد”، و”شرق المتوسط”، والذي تفوق في مجال الكتابة الإبداعية في أدب السجون وشرح مجريات الأحداث السياسية في الوطن العربي بدقة متناهية. كما يتطرق المؤلف إلى البعض من روايات نجيب محفوظ، التي صنعت اسم هذا الأديب وجعلته من بين الأقلام الخالدة لقدرته على سبر أغوار المجتمع المصري ووصف تفاصيله الصغيرة، وتصويره بدقة عالية من الداخل، متعرضا إلى الطبقات المهمشة، كاشفا الكثير من المسكوت عنه خصوصا في فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي. كما يثير الكاتب تصنيفا جديدا حول كتب للرجال وأخرى للنساء، من خلال تمثله بقصائد نزار قباني التي تلقى رواجا عاليا بين النساء على عكس الكتب ذات الشأن السياسي والفكري التي يتنافس الرجال على اقتنائها، وهذا ما يؤكد على أن المرأة تميل إلى الوجدان والعاطفة في اختيارها الكتب وهو عكس ما يفعله الرجل.

مشاركة :