مرت أيام قليلة على ذكرى عيد الميلاد "الجنرال" محمود الجوهري، لقب الجنرال لم يأت من فراغ لهذا الثعلب المحنك الذي اجتمع عليه الخبراء والمهتمين بكرة القدم "وما أكثرهم" بأنه أفضل من درب كرة قدم في مصر. تعرف من هنا على سر تلقيب الجوهري بالجنرال، و كيف تصف الصحافة منتخب مصر بفئران الصحراء ولكن كعادة فترة التسعينات وأوائل الألفية الثالثة، فترات الهضم العسير لأسلوب تطبيق "الإحتراف" بكل معانيه ليشمل أيضا هامش هام في منطقية الحديث نحو الصحافة، كانت تلك الفترة، هى منصة لإطلاق صواريخ رياضية. الصواريخ الرياضية تحولت من مجرد مصطلح فارغ وبالصدفة لبرنامج رياضي هام شكل العديد من وجدان مستمعي الأثير عبر موجات إذاعة الشرق الأوسط يقدمه الأعلامي الرياضي صبري السمالوطي، في أيام النقل المباشر وأيقونة "أذان صلاة العصر والميكروفون الطائر" محل تفاؤل جماهير الأهلي و تشاؤم المعسكر الزملكاوي والإسماعيلاوي، ويشكل لحظات فارقة لبعبع أندية الأقاليم. بالتحديد ليس هذا مقصد الحديث بالضرورة و لكنه افتتاحية وضع الطموحات فوق مستوى الممكن والمعقول وعند البحث عن ضحية مقصلة الفشل المعتادة، يبدأ حساب الصحافة العسير على وضع الطموحات لا وضع الممكن، حتى وصلنا الأن لسمة العصر "الواقعية"، وهذا أمر قتل بحثا. الجوهري: بعد أن بكينا لخسارتنا أمام إنجلترا.. سندخل كأس العالم للمنافسة عليها تصريحات محمود الجوهري، أتت عقلانية للغاية مع محمود بكر (رحمة الله عليهما)، عقب مباراة إنجلترا التي خسرها المنتخب في أخر مباريات المجموعة السادسة لكأس العالم بإيطاليا لعام 1990. الرجل تحدث عن أن الهزيمة طبيعية وأننا خرجنا بعد أدائي مباراة هولندا وأيرلندا مرفوعي الرأس وأن التأهل ضاع بأخطاء سنعمل على تلافيها مستقبلا، والمنتخب المصري رفع رأس المصريين والعرب كما أكمل محمود بكر إطراءه. ولكن خرجت الصحافة المصرية وتحديدا جريدة الأهرام، بتصريحات بها العديد من جرعة النشوة، التصريحات تكمن في أن الهدف المقبل هو المنافسة على مونديال 1994. إن دققت في العنوان ستجد أن المفهوم هو المنافسة على حمل الكأس، أي أن أحمد شوبير قد ينل شرف لمس الأميرة الذهبية على ملاعب أمريكا نهارا وسينظر إليه مارادونا، روماريو، بيبتو، باجيو والمدربين أمثال أريجو ساكي وألبرتو بريرا بكل أسى وهو يعانق المجد وقد يستغل الأمر بأنه ضربة معلم ستقلب موازين القوى في صراع الشرق الأوسط السياسي. "وبالطبع لا يجرؤ سكير أرجنتيني ضال كسول أكثر من دب تائه بالقطب الشمالي لا يملك قوت يومه ويحتسي باقي حد الفراغ من زجاجات الجعة بقمامة ملاعب البومبونيرا أن يذهب لمكتب مراهنة ببيونس أيرس ليراهن على منتخب مصر بالحوز على كأس العالم كنسبة 1:2000 على الأقل. ولكن إن دققت في تفاصيل الخبر ستجد أن الهدف المصري هو المنافسة على مراكز متقدمة، و في قد أختلف الخبراء بأنها تتراوح بين الخروج المشرف من الدور الأول حتى المركز الخامس كأفضل الخارجين من دور الثمانية. أما في الصورة هذه، تم تحديد الهدف من الاتحاد المصري لكرة القدم. المنافسة على كأس العالم وليس مجرد التمثيل المشرف. الجوهري بالمناسبة لم يستمر في منصبه بعد كأس العالم 1990، وتولى الألماني فايتسا الذي تأهل بمصر لكأس الأمم الأفريقية بالسنغال عام 1992، قبل أن يُقال من منصبه قبل البطولة ليتولى محمود الجوهري مجددا المنصب ونخرج من الدور الأول بدون نقاط أو أهداف، قبل أن نخوض تصفيات كأس العالم 1994 في مجموعة مع مالي وأنجولا وزيمبابوي ونخرج بأحداث الطوبة الشهيرة ومباراة الأعادة بليون (فاول أحمد الكأس.. ورأسية مجدي طلبة) قضت على أحلام الوصول لكأس العالم وبالتالي تضيع فرصة إضافة أول ألقابنا بها بدولاب الجبلاية. هذا التحقيق تقرأه بعد 13 سنة.. خرجنا من كأس العالم و الهدف 2014 . بتاريخ 21 مايو لعام 1997، وبعد الخروج من تصفيات كأس العالم فرنسا 1998 على يد تونس وقبلها ليبيريا بالطبع، تنبأت الأهرام الرياضي بتحقيق مصور يتبع باب الفانتازيا، بأن خروجنا المقبل أمام بوركينا فاسو عام 2002 و2006 أمام جزر سيشل. تنبأت بأن فرصة الخروج القادمة ستكون أمام جزر الرأس الأخضر لتصفيات مونديال 2010 بمجموعة بتسوانا وبنين والرأس الأخضر، تخيلت بأن التحكيم سيكون رجلا أليا، وأحمد الكأس سيرتدي الركبة الصناعية والحذاء الفوسفوري الجديد الذي يزيد من سرعة اللاعب. بل وتنبأت بالتصريحات النارية و بالصور. حسام حسن: أدى المباراة بحماس وإصرار وخرج مصابا، وأكد إنه لا يفكر في الاعتزال رغم تخطيه الأربعين عاما وإنه سيعتزل بعد الوصول لكأس العالم عام 2014، بل وأعطت حسام حسن الشارب وصلعة الرأس. وتوقعت استمرار الجوهري بمنصبه وصورته بمنظر اللحية والصلعة. الجوهري بعد أن قرأ العدد، رفض أن يتم التهكم بتلك الصورة، ولكنه كان دائما رحمة الله عليه عقلانيا في إخفاء ملامح غضبه بصورة واضحة، فتكلم بدبلوماسية بأنه يرفض اللحية والصلعة وأكد قائلا. "نيجيريا أعلنت هدفها بعد الفوز بذهبية أتلانتا وهو المنافسة على كأس العالم، والأمل بكأس العالم 2002 بالوصول إليه، وهو تصريح لا يحمل أي إدانة له، لإنه حق مشروع لكل مدرب بالفعل، وبالفعل كان الجوهري قريبا من الوصول لكأس العالم 2002 بجيل ذهبي وبفرص ضائعة لا تنسى. ولكن الجوهري أثار الجدل بعد هذا التقرير حينما صرح في بدايات عام 1999، بأنه سيحتفظ بكأس الأمم بغانا ونيجيريا وسيفوز بمونديال 2006. بالطبع لم نصل لمونديال 2002، وخرج ميدو على نفس نهج أستاذه وقدوته بأننا في "نصف نهائي كأس العالم 2006"، وللأسف لم نصل كذلك لمونديال 2006. التسعينات.. مرحلة صعبة مليئة بصخب وفولكلور كرة القدم، وطموحات الدول النامية بالمستديرة تزادت بعد أن هبت رياح التغيير "مصطلح محمود بكر الشهير"، مفاجأة الكاميرون مع بطلة كأس العالم الأرجنتين، ورأسية أومام بيك، ومصر التي استحقت الفوز أمام بطلة أوروبا 88 هولندا قبل أن نخطف التعادل، بلغاريا ذهبت بعيدا هى وكرواتيا بمونديالي 1994، 1998.. نيجيريا قهرت الكبار بأتلانتا 1996 والكاميرون اكتسحت الكل بسيدني 2000. ولكن بمصر، أفرطنا في النشوة بعد هدف تعادل ربيع ياسين مع الأهلي وديا مع كوينز بارك رينجرز عام 1988، وانخدعنا بمرأة الـ12 فوز ودي من أصل 13 قبل أمم السنغال 92 قبل الخروج خاليين الوفاض، وتوالت الإنكسارات. والبديل، هو الإفراط في نشوة التصريحات، ولا عجب في عقد مؤتمرا حضره الدهشوري حرب لمناقشة نصيحة الدكتور أحمد شفيق "صاحب جائزة الحماقة العلمية لعام 2016 anti nobel" عام 1993 والذي أفتى بإلغاء الإحتراف بالخارج لتأثيراته الضارة على اللاعبين صحيا وعلى جينات المصريين عموما.
مشاركة :