«نواكشوط للشعر العربي» يجمع أطياف المبدعين الموريتانيين

  • 2/25/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

نواكشوط: محمد ولد محمد سالم افتتحت صباح أمس الأول الدورة الثانية من مهرجان نواكشوط للشعر العربي الذي ينظمه بيت الشعر في نواكشوط، وذلك بحضور عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد عدنان بيروك مدير الثقافة والفنون في وزارة الثقافة في موريتانيا، والدكتور الناني ولد ألمين نائب رئيس جامعة نواكشوط العصرية، وأحمد الكتاوي من سفارة الإمارات في موريتانيا، وعبد الله السيد مدير بيت الشعر في نواكشوط، والدكتور محمدو ولد أحظانا رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين، ومحمد القصير مدير الشؤون الثقافية في الدائرة، ومحمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة.بدأ الافتتاح بحفل استقبال للضيوف والمشاركين في فناء بيت الشعر، أحيته الفنانة لبابة بنت الميداح وفرقتها الطربية، حيث غنت مقطوعات من الطرب الموريتاني الأصيل، أشجت الحضور.بعد ذلك انتقل الحضور إلى داخل مبنى بيت الشعر الذي تزينت جدرانه بلوحات بعضها يتغنى بالشعر ومآثره، وبعضها يشيد ببيت الشعر وتجربته، والآخر في الحكمة، واطلعوا على مكتبته التي تضم كماً كبيراً من مصادر ومراجع الشعر العربي، والدراسات النقدية المتعلقة به، ومن ضمنها إصدارات دائرة الثقافة في الشارقة.فعاليات المهرجان انطلقت من القاعة الرئيسية التي ضاقت عن الجمهور، فلجأت اللجنة المنظمة إلى بث الفعاليات في قاعة ثانوية ليتابعها بقية الجمهور، وفي البداية عرض تقرير مصور عن أنشطة بيت الشعر في نواكشوط، حيث شهد منذ انطلاقته في سبتمبر/‏‏‏أيلول 2015 نشاطا مكثفا أعطاه زخما كبيرا، وكرس حضوره كمحرك مهم من محركات الساحة الثقافية في موريتانيا، وتعاقب على منبره 74 شاعرا، وشارك ندواته 18 ناقدا وباحثا، ونظم 41 نشاطا ثقافيا.ولفت التقرير إلى الأهمية القصوى لبيوت الشعر التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لتكون أداة لتعزيز حضور الشعر في المجتمع، ورعاية مبدعيه، ووسيلة من وسائل الدفاع عن اللغة العربية والهوية الحضارية للأمة العربية.الافتتاح شهد أيضا جلسة شعرية أدارها محمد المحبوبي منسق بيت الشعر في نواكشوط، واشترك فيها ثلاثة شعراء هم: سيدي محمد ولد بمبا الفائز بلقب «أمير الشعراء» في دورته الثانية، ومحمد عبد الرحمن ولد محمد محمود الرباني، وعبد العزيز عمر.سيدي محمد ولد بمبا قرأ قصيدة «الرسول الأعظم» أظهر فيها تمكنه من القاموس الصوفي ومحمولاته الرمزية، وحفلت بالصور البديعة، وبمعاني الحب والوجد الصوفي، كما قرأ قصيدتين أخريين هما «المنافي» و«الظل»، وهو شاعر يمزج بين أصالة المفردة الشعرية وحداثة التصوير، وفي قصيدة «الظل» يقول: هذا القريض يحول دون الموت/‏‏‏ فأملأ مقلتيك مسافرا في نقطة المطر الملولب/‏‏‏ قبرنا البلور: قال/‏‏‏ فقلتُ: خذ لك ما تريد/‏‏‏ من اليبابِ.. الأرضِ/‏‏‏ وامنحني فقط ضيق الحكاية/‏‏‏ كي أمارس.. ما أريدْ/‏‏‏ توسُّعَ الموت المزخرف/‏‏‏ في تراتيلَ التحنط/‏‏‏ وانعتاقَ العمر.. من زمني المكلس بالحضور/‏‏‏ خذ ما تريد.. سوى الحكاية.. والصديق.الشاعر محمد عبد الرحمن ولد محمد محمود الرباني قرأ قصائده: «طائر الفينيق»، و«وطن الأشواق»، و«حصاد التيه»، وهو شاعر مشغول بالوطن، يعدد مآثره، ويتفنن في معاني حبه، وفي قصيدة طائر الفينيق، عبر عن اعتزازه وفخره بصمود مدينة غزة المحاصرة في وجه العدو «الإسرائيلي»، وامتدح ما تحلت به هذه المدينة الصامدة من صبر وجلد في وجه الأعداء، يقول الرباني: يا جارة النصر في حطين يا قبسا                                        من عين جالوت، يا ثارات مشتاقه أُشربتِ من كوثر الإيمان صافيهُ                                        بحرا زلالا، نَميرَ الماء رقراقه يا غَزةَ الشرفِ المرفوعِ منتصبا                                        فوق الدماء التي فجّرتِ مُهراقه يا توأم القدس والأقصى وقبّتَه                                        لن يُهمِلَ الوطن المسلوب سُرّاقه أحفادَ ياسينَ هذا النصر يطلُبكم                                        أعدَّ أقلامه واستلَّ أوراقه فيما قرأ الشاعر عبد العزيز عمر في بداية قراءته أبياتا ترحب بوفد الشارقة، وتعبر عن فرحته بهذه اللحمة الثقافية العربية، ثم قرأ عدة قصائد: «ثلاث ليال»، و«ثلاثيات»، وختم «عبق نوفمبر» التي أهداها للوطن معددا خصاله، ومعبرا عن تعلقه به: طالع السعد تراءى                                        وكسا الكون ضياء وتناهى بالخزامى                                        عبق منه رخاء عبق نوفمبري                                        غمر الروح نقاء فالبسي شنقيط فخرا                                        ثوبك الأبهى سناء واملئي الكون سرورا                                        عيدك الأسمى وفاء حفل الافتتاح ختم بتوقيع لديوان «المدى أعجاز نخل» للشاعر جاكيتي الشيخ سك، الذي أصدرته دائرة الثقافة في الشارقة، كانطلاقة لسلسلة شعرية موريتانية ستصدرها ضمن سلسلة «إبداعات عربية»، والشيخ سك هو أحد الشعراء الشباب الموهوبين الذين كان لهم حضور في السنوات الأخيرة، ويحفل الديوان بنصوص في الحب والوجدان والوطن، بأسلوب سلس العبارة، قريب المأخذ ينم عن موهبة شاعر مطبوع، ويضم الديوان 32 قصيدة.

مشاركة :