القاهرة: «الخليج» تواجه عشرات من الأسر القبطية المقيمة شمالي سيناء ساعات عصيبة، على خلفية استهداف عناصر تنظيم «داعش»، لعدد منهم على مدار الأيام الماضية، ما دفع بعائلات عدة للنزوح إلى محافظات القريبة، خوفاً من أن تطالهم رصاصات الإرهاب.وتعكس حوادث استهداف «داعش» للمسيحيين في سيناء، خلال الأيام الأخيرة، توجهاً جديداً لميليشيات تنظيم «داعش» الإرهابي، وبداية لمرحلة جديدة من إرهاب الأهالي، عبر استهدافهم على خلفية دينية، بعدما طالت رصاصات الإرهاب على مدار العامين الماضيين، عدداً غير قليل من أهالي سيناء، على خلفية تعاونهم مع قوات الجيش والشرطة.واستهدفت عناصر الإرهاب، صباح أمس الجمعة، مواطناً قبطياً، بحي الزهور بمدينة العريش، قبل أن يشعلوا النار في منزله، وقال شهود عيان من أهالي العريش، إن المواطن كامل أبو روماني، هو الضحية السادسة، خلال أسابيع قليلة، مشيرين إلى أن مجموعة من الإرهابيين الملثمين اقتحموا منزل الضحية، ولاحقوه حتى سطح البيت، قبل أن يمطروه بوابل من الرصاص، ويشعلوا النيران في بيته.وتسبب استهداف الأقباط في سيناء، على مدار الأسبوعين الماضيين، في إثارة موجة من الذعر، دفعت محافظ شمال سيناء، اللواء عبد الفتاح حرحور، إلى منح الموظفين الأقباط بالمصالح الحكومية في العريش إجازة لمدة شهر، وقالت مصادر بديوان محافظة شمال سيناء، إنها «مؤقتة» لحين ما وصفته ب «استقرار الأوضاع»، لكن مصادر كنسية في محافظة الإسماعيلية قالت ل«الخليج»، إن الأوضاع في شمال سيناء أصبحت صعبة للغاية، مشيرة إلى أن استهداف ستة أقباط، خلال الأسبوعين الماضيين، دفع بكثير من الأسر المسيحية إلى مغادرة العريش إلى المحافظات القريبة.واستقبلت كنائس مدينة الإسماعيلية، أمس، حسبما قالت مصادر كنسية، نحو 25 أسرة مسيحية، غادرت العريش، في الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة، بعد مقتل «أبو روماني»؛ حيث أقامت عائلات عدة في استراحات تابعة للكنيسة الأرثوذكسية، لحين توفير مساكن لهم، وقالت المصادر، إن نحو 450 أسرة مسيحية تقيم في العريش منذ سنوات بعيدة، صارت في مرمى الخطر، بعد استهدافهم من قبل ميليشيات الإرهاب المسلحة.وأصدر ما يسمى ب«ائتلاف أقباط مصر بشمال سيناء»، بياناً، صباح أمس الجمعة، أعلن فيه مغادرة ما يقرب من 27 أسرة مسيحية محافظة شمال سيناء، وقال أبانوب جرجس المحامي والمنسق العام للائتلاف، إن هذه الأسر قررت مغادرة العريش، بعد مقتل موظف قبطي كان يعمل بإدارة المرور بمدينة العريش، ويدعى نبيل محروس قبل أيام، قبل أن تتواصل خلال الأيام الأخيرة جرائم استهداف الأقباط، بحرق منزل مواطن بسيط كان يعمل في بيع المواد البلاستيكية على «عربة كارو»، ومن بعده الهجوم على منزل لمواطنين آخرين في ضاحية السلام، ومقتل المواطن وليام ميشيل «أبو هاني»، بمنطقة سوق السمك بالعريش.ويرجح مراقبون أن تكون العمليات الإرهابية التي طالت الأقباط في سيناء على مدار الأسبوعين الماضيين، ردة فعل من قبل ميليشيات الإرهاب على خلفية نجاح قوات الجيش والشرطة في استهداف الرجل الثاني في التنظيم مالك أبو شاويش، الذي قضى في أعقاب عملية نوعية نفذت قبل نحو شهرين، واستهدفت الوكر الذي كان يختبئ به ومجموعة من معاونيه في منطقة جبل الحلال وسط سيناء.
مشاركة :