موسيقى الشارع تروي عطش التونسيين للبهجة فنون عدة، على غرار الموسيقى والرسم والرقص، اتخذت الشوارع مسرحا لها بعد أن باتت مفتوحة لممارسة كافة أشكال “المقاومة الثقافية” أمام الفنانين الذين لم تتح لهم الفرصة لتقديم مواهبهم في القاعات “الراقية”، وفق شهادات عدد من فناني الشارع في تونس. إدخال البهجة على قلوب السكان المتعطشين للفن ومجابهة “السيطرة الأمنية” التي كانت تقمع التجمعات الموسيقية والفنية في الشوارع لنحو 23 عاما، هما من بين أبرز أهداف الموسيقيين المنتشرين في الطرق الرئيسية للعاصمة التونسية. ويغص شارع الحبيب بورقيبة وسط تونس، بعد ظهر كل يوم، بالمارة للاستمتاع بأنغام المجموعات الموسيقية الهاوية، من بينها فرقة “أنصار السلام” التي تضم 6 عازفين وفنانين وتقدم عرضا موسيقيا على وقع أنغام مغربيّة تتحدث عن الغربة والحرمان والحرية. نجيب بن مفتاحي، مؤسس فرقة “أنصار السلام” قال إن الشارع يعد بالنسبة إليه “مجالا لممارسة فنه بطريقة تحررية دون قيود وليدخل السعادة والفرحة في قلوب الجمهور”. وأضاف أن “هذه الفرقة بدأت نشاطها الغنائي في عهد النظام السابق في الثمانينات من القرن الماضي، إلا أنها تعرضت لمضايقات من قبل الشرطة التونسية (لتسليطها الضوء على السلبيات آنذاك ما اعتبره النظام معارضة له)، وبفضل ثورة 14 يناير 2011 تغير الوضع وعادت الفرقة إلى السـاحة الموسيـقية لتقدم طابعـها الخـاص”. وأشار إلى أن “هذه المجموعة لها إنتاج فني خاص بها وفي رصيدها 20 أغنية تنهل من موسيقى فرقة ‘ناس الغيوان’ التي تقدم أغاني من التراث المغربي”. سراب/12
مشاركة :