ترامب يواجه الاختبار الأصعب بالرقة بسبب تركيا والاكراد

  • 2/25/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - ربما تكون الخيارات المطروحة على الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مسعاه ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا لا يحسد عليها، فإما إبعاد تركيا الحليفة في حلف شمال الأطلسي بالاعتماد على المقاتلين الأكراد أو تبني خطة قد تبطئ الهجوم وتتطلب قوات قتالية أميركية إضافية كثيرة. ولكن ما يحدث على الأرض قد يرجح فرضية الاعتماد على القوات الكردية خاصة في ظل قيام الجنرال جوزف فوتيل قائد العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط الجمعة بزيارة سرية لشمال سوريا التقى فيها مسؤولين أكراد. وهدف الهجوم القادم المدعوم من الولايات المتحدة هو مدينة الرقة معقل الدولة الإسلامية الذي يعتقد مسؤولون أميركيون إن التنظيم المتشدد يستخدمه كمركز لتدبير المؤامرات على الغرب. ورغم من الجهود الأميركية المستمرة منذ شهور لتهدئة المخاوف التركية تصر أنقرة على أن ينفذ الهجوم مقاتلون عرب محليون بدعم من القوات التركية على عكس قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة التي تضم علاوة على المقاتلين العرب مقاتلين أكرادا ترى تركيا أنهم يمثلون تهديدا. وفي حين تحذر تركيا من صدع كبير في العلاقات إذا تم تجاهل مخاوفها قال مسؤول أميركي إن مسؤولين عسكريين أميركيين وأتراكا عكفوا في الأيام الأخيرة على مراجعة اقتراحات تركية لحملة الرقة. وقال مسؤولون طلبوا عدم نشر أسمائهم إنهم لم يتوصلوا إلى قرار. وقدر مسؤول تركي كبير طلب أيضا عدم نشر اسمه أن هناك ما يصل إلى عشرة آلاف مقاتل يمكن إتاحتهم لحملة الرقة بالإضافة إلى القوات التركية وأي قوات أميركية تدعمهم. ومع ذلك فقد تساءل مسؤولون أميركيون عما إذا كانت القوات المدعومة من تركيا على قدر المهمة على الأقل في أي وقت قريب وأشاروا إلى الصعوبات التي واجهها المقاتلون المدعومون من تركيا في الأيام القليلة الماضية أثناء عملية طرد الدولة الإسلامية من مدينة الباب السورية وهي أصغر كثيرا من الرقة وهدف أيسر. وفي تذكرة بالتهديد القائم حتى بعد انتزاع السيطرة على مدينة الباب الخميس أدى انفجار سيارة ملغومة تابعة للدولة الإسلامية إلى مقتل ما يربو على 50 شخصا في قرية سورية مجاورة الجمعة. ومن غير الواضح أيضا كيف ستصل القوات التركية إلى الرقة ربما عن طريق شق طريق عبر الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية أو الأراضي الخاضعة لسيطرة الأكراد. وأشار مسؤول بالمخابرات الأميركية أيضا إلى أن تركيا قد ترغب في تطهير مدينة منبج السورية من الأكراد قبل الزحف إلى الرقة. ولكن قيادي من قوات سوريا الديمقراطية أوضح أن قائد العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط الذي قام بزيارة قواتهم قد "أكد على التزام قوات التحالف بحماية منبج من أي هجمات تركية أو مدعومة من تركيا في إطار التزاماتها السابقة بحماية المنطقة". ولفت إلى أنه "لم تجري نقاشات مطلقا حول فتح ممر لدخول القوات المدعومة من تركيا ضمن مناطق سيطرة قواتنا". وربما لا تزال القوات المدعومة من تركيا تحتاج إلى تدريب وقد تكون بحاجة إلى تعزيزات بأعداد أكبر كثيرا من قوات العمليات الخاصة الأميركية الموجودة في سوريا حاليا وقوامها 500 فرد. وكل هذه عوامل قد تؤدي إلى بطء عملية الرقة وتعقيدها. وقال بليز ميستال مدير برنامج الأمن القومي في مركز سياسة الحزبين "بقدر ما عبر الرئيس ترامب عن رغبته في استعادة الرقة بأسرع ما يمكن وبالقوة فإن القوة الوحيدة المستعدة للقيام بذلك هي قوات سوريا الديمقراطية". قوات أميركية إضافية من ناحية أخرى فإن قوات سوريا الديمقراطية أكبر بكثير من القوة التي تقترحها تركيا. يقول مسؤول أميركي إن عدد المقاتلين العرب الذين سيساعدون في عملية الرقة ضمن قوات سوريا الديمقراطية يبلغ نحو 27 ألفا لكن مسؤولي المخابرات الأميركية يقولون إن تلك القوات لا تزال غير منظمة وغير مدربة بالشكل الملائم وتحتاج إلى دعم من القوات الكردية التي تمثل أفضل المقاتلين المحليين للتحالف. وحتى لو دعمت الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية في الهجوم يشير ضباط في الجيش الأميركي إلى أن هناك حاجة لقوات أميركية إضافية. ونقلت (سي.بي.اس نيوز) عن الجنرال الأميركي جوزيف فوتيل رئيس القيادة المركزية الذي زار سوريا الجمعة قوله في وقت سابق هذا الأسبوع إن القوات التي تدعمها الولايات المتحدة "لا تملك إمكانية التنقل الجيد ولا تملك قوة نيران كبيرة". وأضاف "لذلك علينا التأهب لملء بعض تلك الثغرات". وكان المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية قد أعلن أن الجنرال جوزف فوتيل قائد العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط قام الجمعة بزيارة سرية لشمال سوريا حيث التقى مسؤولين في هذه القوات التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية إضافة إلى مستشارين عسكريين أميركيين يعملون معهم. وهي المرة الأولى يقوم فيها مسؤول عسكري أميركي بزيارة هذه المنطقة من سوريا منذ وصول الرئيس الحالي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في العشرين من كانون الثاني/يناير الماضي. مخاوف من رد تركيا وقال مستشار في الجيش الأميركي إن قرار المضي في الحملة مع قوات سوريا الديمقراطية قد يضع عقبات لوجستية في طريق الولايات المتحدة لأن تركيا ستعارض على الأرجح السماح للقوات الأميركية بالانتشار على حدودها لتقديم الدعم الجوي القريب ونيران المدفعية بعيدة المدى أثناء العملية. وأضاف المستشار أن غضب الأتراك قد يعقد أيضا تدفق الإمدادات على الخطوط الأمامية. وقال طالبا عدم نشر اسمه "سيأتي المزيد عبر العراق وسيكون أبطأ قليلا، ستثير احتجاجات ومخاوف من الأتراك". وأحد عوامل استقرار سوريا على المدى البعيد هو من يتولى أمر الرقة بعد طرد الدولة الإسلامية. وتساءل ميستال مدير برنامج الأمن القومي في مركز سياسة الحزبين ما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد سيسمح للقوات التركية بالسيطرة على المدينة. وحذرت تركيا من أن أي قوة يغلب عليها الأكراد قد تؤدي إلى رد فعل عنيف من قبل سكان المدينة الذين يغلب عليهم السنة. واعترف الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة بالتحديات في سوريا خلال منتدى في واشنطن الخميس. وقال دانفورد "عندما نقدم خيارات لترامب سنتحدث عن أهمية حليفتنا تركيا والتأكد من أن خططنا تتفق مع الحفاظ على تحالف قوي مع تركيا" وأشار إلى عوامل أخرى سيتعين على الرئيس وضعها في الاعتبار بما في ذلك دور الأكراد. ولم يناقش خيارات محددة قبل استكمال مشروع خطة قتال متشددي الدولة الإسلامية بحلول الاثنين.

مشاركة :