بعد مرور شهرين على نجاح فريق زراعة الأعضاء بمستشفى حمد العام التابع لمؤسسة حمد الطبية في إجراء أول عملية زراعة كبد له ، يتماثل السيد زيد البالغ من العمر 58 عاماً للشفاء التام في منزله في الدوحة، يحمد الله مثنياً على جهود وبراعة الجرّاحين وأطباء التخدير والممرضين الذين شكّلوا فريقاً متكاملاً أثناء العملية علماً بأن نصف الفريق الطبي من المشاركين في العملية كانوا قد قدموا من بعد آلاف الأميال وبالتحديد من جمهورية كوريا الجنوبية. وكان فريق طبي مؤلف من 10 جرّاحين وأطباء تخدير وممرضين من قطر وكوريا الجنوبية قد شاركوا في نوفمبر الماضي في عملية زراعة كبد لهذا المريض استغرقت 20 ساعة تمّ خلالها استقطاع الكبد من متبرع حي في حوالي 8 ساعات، ومن ثمّ استئصال الكبد المتليف من المريض وزراعة الكبد المُتبرّع به في حوالي 12 ساعة. ومن جهته توجه المريض الذي كان يعاني من تليف بالكبد وتلقّى جزءاً من كبد تبرّع به ابن أخيه بالشكر إلى الفريق الطبي الذي قام بإجراء العملية وإلى الكادر الطبي والتمريضي في مستشفى حمد العام والكادر الطبي والتمريض من مركز اّسان الكوري لما وجده من رعاية فائقة واهتمام بالغ بصحته أثناء وجوده في المستشفى، معرباً عن تفاؤله في العودة لممارسة حياته بصورة طبيعية. يذكر أن أول عملية زراعة كبد لمريض من متبرع حي في العالم العربي قد أجريت قبل 25 عاماً وهذا النوع من العمليات محدود جداً في منطقة الخليج وقد قامت مؤسسة حمد الطبية حتى الآن بإجراء 17 عملية زراعة كبد كان آخرها هذه العملية والتي تختلف عن سابقها كونها من متبرع حي، وقد كان للفريق الطبي الكوري المؤلّف من جراحين وأطباء تخدير وممرضين من مركز آسان الطبي دوراً محورياً في نجاح هذه العملية مما يؤكد على أهمية التعاون الدولي في المجالات الطبية المتطورة. ومن جانبه أشار الدكتور حاتم خلف- استشاري زراعة وجراحة الكبد والبنكرياس بمؤسسة حمد الطبية ورئيس الفريق الطبي الذي أجرى العملية - إلى أنه في هذا النوع من العمليات يخضع كلاً من المُتبرّع والمتلقي يخضعان لجراحة متزامنة تقريباً إلا أن عملية استخراج العضو المتبرّع به تتم قبل عملية الزراعة بساعات قليلة، وتتطلب هذه العملية تنسيقاً تاماً بين أعضاء فريقين جراحيين أحدهما يشرف على المتبرّع والآخر على المريض المتلقي. تجدر الإشارة إلى أن كوريا الجنوبية تعتبر من أكثر دول العالم تقدّماً في زراعة الأعضاء حيث يتم في تلك الدولة إجراء ما يزيد على 1,200 عملية زراعة كبد سنوياً وتتميّز هذه العمليات بأعلى نسبة نجاح على الصعيد العالمي. من جهته قال الدكتور سونج جيو لي – رئيس مركز آسان الطبي ورئيس الفريق الكوري المشارك في العملية –:" نقوم في كوريا الجنوبية بإجراء عدد كبير من عمليات زراعة كبد من متبرعين أحياء، وتتطلّب هذه العمليات البالغة التعقيد الكثير من المهارة ولدى فريقنا التدريب والكفاءة اللازمين لإجراء مثل هذه العمليات، ونحن سعداء بأن تشاركنا مع زملائنا في مؤسسة حمد الطبية فيما لدينا من خبرة لإجراء هذه العملية بنجاح". وقد جاءت هذه العملية نتاجاً لأسابيع من الجهد والتخطيط المسبق حيث أمضى فريق مصغّر من جرّاحي مؤسسة حمد الطبية أسبوعاً كاملاً في التدرّب على أساليب زراعة الكبد من متبرعين أحياء في المستشفيات الكورية، كما قام فريق الجراحين الكوري بتمديد فترة إقامته في قطر لمراقبة حالة المريض الذي أُجريت له عملية زراعة أعضاء. وقد تمّت أول عملية زراعة كبد لمريض من متبرع حيّ في قطر على هامش المنتدى الطبي القطري الكوري الأول بمشاركة 19 من رواد الأطباء والممرضين الكوريين إلى جانب جراحين وخبراء تخدير وتمريض من مؤسسة حمد الطبية. وخلال الزيارة قام الفريق الكوري بإجرا ء خمس عمليات جراحية أخرى في طب العظام والقلب ضمن إطار التعاون بين مؤسسة حمد الطبية واثنين من المستشفيات الكورية وهما مركز آسان الطبي ، و مستشفى سيئول سانت ميري، وتبحث المؤسسات الثلاث مختلف أوجه التعاون الطبي فيما بينها بهدف تقديم أفضل مستوى ممكن من الرعاية الصحية للمرضى. وبدوره قال الدكتور عبداللطيف الخال- نائب الرئيس الطبي بمؤسسة حمد الطبية: " لقد سرّنا أن أتيحت لنا الفرصة لتجسيد علاقة التعاون بين أطبائنا وزملائهم من كوريا الجنوبية، وإن من شأن مثل هذه العلاقات أن تفسح المجال أمام تبادل الخبرات والاكتشافات العلمية والطبية فضلاً عن الاستفادة من نتائج الأبحاث التي تُنفذ بمشاركة الدول الأخرى. إن مستقبل نظامنا الصحي يعتمد إلى درجة كبيرة على تعزيز ما لدينا من خبرات من خلال شراكات تجمع بين مؤسسة حمد الطبية والعديد من مؤسسات الرعاية الصحية العالمية الرائدة".;
مشاركة :