تتواصل مفاوضات السلام بين الحكومة والمعارضة السوريتين في جنيف غداة تفجيرات دامية استهدفت مقار أمنية وأودت بحياة العشرات في حمص ودفعت بدمشق إلى إعادة طرح "مكافحة الإرهاب" كأولوية على جدول أعمال المحادثات. رغم دخول المفاوضات يومها الرابع، لم يبدأ حتى الآن في جنيف أي بحث في العمق بين الأطراف المعنيين بالمفاوضات، ولا زالت تلك الأطراف تدرس جدول الأعمال الذي من المفترض الاعتماد عليه في المحادثات. ويلتقي مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا بعد ظهر اليوم (الأحد 26 فبراير/ شباط 2017) وفداً من "منصة القاهرة"، المؤلفة من شخصيات معارضة ومستقلة بينها المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد المقدسي. كما يلتقي دي ميستورا وفد "منصة موسكو" التي تضم معارضين مقربين من روسيا أبرزهم نائب رئيس الوزراء الأسبق قدري جميل. ومن المتوقع أن يقدم دي ميستورا للوفدين الورقة ذاتها التي عرضها قبل يومين على وفد الحكومة السورية ووفد المعارضة المنبثق عن الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة والفصائل. ويدرس الوفدان حاليا الورقة التي تم وصفها بـ"الإجرائية"، على أن يطلعا المبعوث الدولي على تعليقاتهما في وقت لاحق. ومن المقرر أن يلتقي دي ميستورا الوفدين في اليومين المقبلين بشكل منفصل. وتتضمن الورقة "جدول الأعمال، أي شكل الحكم السياسي والدستور والانتخابات"، على أن يتم دراستها في مجموعات عمل منفصلة. ويرد في الورقة أيضا أنه "لن يتم الاتفاق على شيء لحين الاتفاق على كل شيء"، وأن ينقل ملف وقف إطلاق النار والإرهاب إلى محادثات استانا. وطالب وفد المعارضة الاساسي منذ اليوم الاول في جنيف بمفاوضات مباشرة مع الحكومة السورية، إلا انه لا يزال يعارض فكرة انضمام ممثلين من منصتي موسكو والقاهرة إلى عداد وفده. منذ بدء مسار التفاوض قبل أكثر من ثلاث سنوات، تطالب الحكومة السورية بالتركيز على القضاء على الإرهاب كمدخل لتسوية النزاع المستمر منذ ست سنوات، فيما تصر المعارضة على بحث تفاصيل العملية الانتقالية وفي مقدمها تأليف هيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات كاملة من دون أي دور للرئيس بشار الأسد. إلا أن وفد المعارضة السورية الرئيسي، الذي يضم الهيئة العليا للمفاوضات وممثلين عن الفصائل المعارضة، يصر على وضع المرحلة الانتقالية أولوية على جدول الأعمال. ميدانيا قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري وحلفاءه حققوا تقدما مباغتا أمس السبت واليوم الأحد في مناطق يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال غرب سوريا مع انسحاب التنظيم المتشدد بعد هزيمته في مدينة الباب على يد مقاتلي معارضة تدعمهم تركيا يوم الخميس. وبالتقدم صوب الشرق في منطقة تقع إلى الجنوب من الباب امتدت سيطرة الجيش السوري إلى 14 قرية واقترب لمسافة 25 كيلومترا من بحيرة الأسد الواقعة خلف سد الطبقة المقام على نهر الفرات. ح.ز/ ط.أ (أ.ف.ب / رويترز)
مشاركة :