مصر: استنفار لمواجهة نزوح المسيحيين من سيناء

  • 2/26/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة – مؤمن عبدالرحمن ونبيل عبد العظيم| استنفرت الدولة المصرية جميع أجهزتها لمواجهة عمليات النزوح المستمرة لعائلات الأقباط من العريش بشمال سيناء، بعد تهديدهم من قبل تنظيم ولاية سيناء الموالي لـ«داعش»، حيث رفعت الأجهزة الأمنية حالة الاستنفار القصوى لمواجهة التهديدات الإرهابية. وأكد وزير الداخلية مجدي عبد الغفار عقب اجتماع طارئ مع كبار مساعديه أن الإرهاب يستهدف الجميع، مطالبا بعدم منحه فرصة لشق الصف، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية لم تطلب من أي من المواطنين المقيمين بشمال سيناء منذ بدء الأحداث مغادرة منازلهم، وأن الأجهزة الأمنية تضطلع بدورها الوطني في مكافحة الإرهاب وفلوله، وتوفير الأمن لجموع المواطنين. بدوره، طالب الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال اجتماع مع كبار المسؤولين، «بالتصدي لكل محاولات زعزعة الأمن والاستقرار ووأد كل مخططات ترويع أبناء الوطن وتهديد ممتلكاتهم»، فيما أمر رئيس الوزراء بتشكيل غرفة عمليات حكومية، لمتابعة الأزمة. ومنذ الجمعة تستمر الأسر المسيحية في محافظة شمال سيناء في المغادرة بعدما قتل سبعة مسيحيين في هجمات لتنظيم ولاية سيناء المبايع لـ«داعش» في ثلاثة أسابيع، حيث قتل خمسة منهم بالرصاص والسادس بقطع الرأس والسابع بالحرق تنفيذا للتهديد الذي أطلقه التنظيم باستهداف المسيحيين. إيواء النازحين وأعلنت مطرانية الإسماعيلية أنها فتحت حسابا بنكيا للتبرع لمن يرغب في المساعدة، لإيواء الأسر المسيحية النازحة، فيما تم تسكين الأسر في بيوت الشباب التابعة للمحافظة ومساكن تابعة للكنيسة. وقوبلت حملة النزوح باستنكار سياسي وشعبي واسع، فيما دان بيت العائلة المصرية، الذي يترأسه شيخ الأزهر والبابا تواضروس، في بيان شديد اللهجة الأحداث الإرهابية، التي استهدفت بعض المسيحيين الآمنين، والوحشية والهمجية التي تعرضوا لها، مؤكدا أن تلك المحاولات الخسيسة من جانب الإرهابيين لضرب الوحدة الوطنية لن تنجح، فيما قالت دار الإفتاء إن حماية الأقباط والدفاع عنهم من غدر المتطرفين والإرهابيين واجب شرعي ووطني. هروب جماعي وفي الإسماعيلية تصل كل ساعتين تقريباً سيارة أجرة قادمة من العريش تتوقف أمام الكنيسة الإنجيلية، محملة بحقائب السفر، حيث وصل عدد الأسر القبطية التي غادرت العريش خلال الأيام الماضية إلى أكثر من 80 أسرة، يصل أعداد أفرادها قرابة 650 شخصا، وذلك بحسب الأنبا بموا أسقف كنائس الإسماعيلية. غير أن بموا قال إن هناك عددا آخر من الأسر يصل إلى 150 شخصا لم يحضروا إلى الإسماعيلية، ومنهم من ذهب إلى كنائس في السويس، ومنهم من انتقل إلى منازل في محافظات أخرى ومنهم من توجه إلى أقارب له. في المقابل، قال نائب مدير أمن شمال سيناء اللواء مصطفى الرزاز إن اتصالات دائمة مع وزير الداخلية بشأن الأزمة، مؤكدا أن قوات الأمن انتشرت في كل شوارع مدينة العريش وتم فرض كردونات أمنية في الأماكن التي تشهد تجمعات سكنية للأقباط في المدينة، كما تم تعيين كمين أمني في الشارع المتواجد به مساكن للطلاب الأقباط التابعة للكنيسة. التنسيق ضد الإرهاب في سياق منفصل، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية العلاقات الإستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، خاصة على الصعيد العسكري، وقال خلال استقباله امس قائد القيادة المركزية الأميركية جوزيف فوتيل بحضور وزير الدفاع صدقي صبحي، أن تنامي خطر الإرهاب والتهديدات التي يفرضها على مختلف دول المنطقة والعالم يحتم ضرورة زيادة التنسيق والتوصل إلى إستراتيجية مشتركة للمواجهة. في غضون ذلك غادر وزير الخارجية سامح شكري متوجها إلى واشنطن للقاء نظيره الأميركي ومستشار الأمن القومي، وعدد من كبار المسؤولين في الإدارة الجديدة في إطار التحضير لزيارة السيسي إلى أميركا خلال أيام. أقباط يروون حالة الفزع: الموت يطرق أبوابنا روى شهود عيان وأقباط في العريش حالة الفزع والخوف التي تسيطر على شوارع المدنية. فالمهندس جميل سعيد، الرجل العجوز، الذي قضى أكثر من 50 عاما في العريش، رفض سابقاً طلب أولاده بالانتقال للعيش معهم في القاهرة، وأصر على البقاء في المدنية، لكنه قرر الآن أن يرحل وقال: «أشعر بالخوف، هم يطرقون على البيوت من يجدوه مسيحيا يقومون بقتله نحن نهرب من الموت». أما سامح، الذي يعمل في مجلس المدينة، فيقول: «حوادث قتل المسيحيين زادت بشكل كبير خلال الساعات الماضية، كل يوم تقريبا في ناس بتموت، وأتصور انها ستزيد، فالإرهابيون أعلنوا ذلك بشكل واضح أنهم يستهدفون المسيحيين ولا أستطيع أن ألقي باللوم على الأمن، فالأوضاع الأمنية في شمال سيناء سيئة للغاية، والعمليات الإرهابية تزداد». أحمد علي سائق في موقف العريش يقول: «خلال اليومين الماضيين فقط نقلت قرابة 20 أسرة إلى الإسماعيلية والسويس، الناس تمشي من المدنية كل يوم». فيما قال شهود عيان إن عناصر مسلحة أوقفت حافلة تضم مدرسين ومدرسات وطلبت من المدرسات لبس النقاب وإبلاغ الطالبات بضرورة لبسه، وحذرت من أنه إذا لم يلتزمن بأوامرهم سيتعرضن للعقاب، فيما ذهبت مجموعة من المدرسات إلى المحافظ للمطالبة بالحماية.   مرسي: مازلت رئيساً وأرفض محاكمتي كلياًالقاهرة – القبس بدأت محكمة جنايات القاهرة أمس نظر أولى جلسات إعادة محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى و25 متهماً آخرين من قيادات وعناصر جماعة الإخوان، في القضية المعروفة إعلامياً بـ «اقتحام السجون» إبان ثورة يناير 2011. وعقدت الجلسة بأكاديمية الشرطة، أمام الدائرة 11 بمحكمة جنايات جنوب القاهرة، والمختصة بنظر قضايا الإرهاب. وتحدث مرسي لأول مرة منذ عدة أشهر، وقال «أنا ما زلت رئيس الجمهورية، وأرفض محاكمتي كلياً، والمحكمة غير مختصة بذلك مع احترامي لها، والمحكمة غير مختصة بنظر المحاكمة ولائيا». وتأتي إعادة محاكمة المتهمين بعدما ألغت محكمة النقض في نوفمبر الماضي الأحكام الصادرة من محكمة الجنايات برئاسة المستشار شعبان الشامي بـ«إعدام كل من الرئيس مرسي ومحمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان ونائبه رشاد البيومي، ومحىي حامد ومحمد الكتاتني وعصام العريان». من جهتها، وافقت لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية فى مجلس النواب، برئاسة المستشار بهاء أبو شقة، على التوصية الصادرة من لجنة القيم بالمجلس، بإسقاط العضوية عن النائب محمد أنور السادات، على خلفية الاتهامات الموجهة إليه فى الواقعة الثانية، الخاصة بإرسال بيانات للاتحاد البرلماني الدولي، بأغلبية 40 نائبا، ومعارضة نائبين وامتناع نائبين آخرين عن التصويت.

مشاركة :