دي ميستورا يدعو للتفاوض حول الحكم والدستور والانتخابات

  • 2/27/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

جنيف (وكالات) اقترح المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، ثلاثة عناوين للتباحث في شأنها خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى عقد جولات تفاوضية عدة بين النظام والمعارضة، وذلك في اليوم الرابع من مفاوضات جنيف، في حين اعتبر وفد المعارضة أن مناخ المحادثات في جنيف لا «يدعو للتفاؤل». وعناوين التفاوض الثلاثة التي اقترحها دي ميستورا هي «الحكم والدستور الجديد والانتخابات» وفق الوثيقة التي سلمت على التوالي لوفدي النظام والمعارضة في اليومين الأخيرين. وهذه العناوين مذكورة في القرار الدولي 2254 الصادر في 2015 والذي يحدد خريطة طريق دولية للتوصل إلى حل سياسي في سوريا. وأوردت وثيقة دي ميستورا «سنبحث هذه الموضوعات الثلاثة في شكل متواز»، موضحة أن «ليس هناك اتفاق على شيء ما دام ليس ثمة اتفاق على كل شيء». ووصفت الوثيقة مفاوضات جنيف بأنها «مباحثات أولية» بهدف «التمهيد لمفاوضات في العمق» حول العناوين الثلاثة المذكورة، موضحة أنه لا بد من إجراء «جولات عدة» للتوصل إلى نتيجة. وأشارت أيضاً إلى أن قضايا وقف إطلاق النار ومكافحة الإرهاب والجانب الإنساني سيتم بحثها في إطار آلية أخرى هي «عملية أستانا». والتقى المبعوث الأممي أمس على حدى، وفداً من «منصتي القاهرة وموسكو»، ومن المقرر أن يلتقي الوفدين في اليومين المقبلين بشكل منفصل. وأعلن جهاد مقدسي، رئيس وفد منصة القاهرة إلى مفاوضات جنيف أن الأولوية بالنسبة إليهم هي تحقيق انتقال سياسي مشترك بين الحكومة والمعارضة للتوحد من أجل محاربة الإرهاب. وقال مقدسي في مؤتمر صحفي أجراه عقب لقاء المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، إن وفده استلم المقترحات التي تقدم بها دي ميستورا حول كيفية تسهيل المناقشات المقبلة بين الوفد الحكومي ووفدي موسكو والرياض، مضيفاً «سندرس هذه الأوراق وسنعود لهم بملاحظات». ورغم دخول المفاوضات يومها الرابع، لم يبدأ حتى الآن في جنيف أي بحث في العمق بين الأطراف المعنيين بالمفاوضات، ولا زالت تلك الأطراف تدرس جدول الأعمال الذي من المفترض الاعتماد عليه في المحادثات. من جانب آخر، عقد وفد الهيئة العليا للمفاوضات اجتماعاً مغلقاً في مقر إقامته بجنيف لبحث الورقتين المقدمتين من دي ميستورا المتعلقتين بإطار المفاوضات، وخلال مؤتمر صحفي عقد أمس في جنيف، قال رئيس وفد المعارضة نصر الحريري «جئنا إلى جنيف من أجل الانخراط الإيجابي في عملية سياسية حقيقية تؤدي إلى الانتقال»، وهو يشمل أيضاً مكافحة الإرهاب على حد قوله. بدوره، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المتحدث الإعلامي باسم وفد المعارضة وائل علوان أن مناخ المحادثات لا يدعو بشكل عام للتفاؤل. وشدد علوان على أن المعارضة تصر على أنه «لا يمكن أن يكون هناك دور للمجرمين في مستقبل سورية، لا يمكن أن نقبل ببقاء بشار الأسد، نحن لا نتكلم عن شخص وإنما عن نظام وفروع أمنية، فهذه الفروع الأمنية ارتكبت جرائم ومجازر، وحكمت سورية بطريقة مستبدة طوال أربعين عاماً». وأضاف «عندما يُطرح علينا موضوع الانتخابات ومدى القبول بمشاركة الأسد فيها، نجيب بسؤال هل يُسمح في أي مكان بأن يشارك في الانتخابات شخص مدان بجرائم حرب؟». وقال «في الأسابيع القليلة الماضية ظهر تقرير المعتقلين في سجن صيدنايا، هذا التقرير وحده كافٍ لإدانة بشار الأسد بأنه مجرم حرب، أضف إلى ذلك حصار المدنيين، قصف المدنيين بالبراميل، استخدام السلاح الكيمياوي المحرم دولياً، هل يسمح العالم اليوم بأن يكون مجرم حرب مرشحاً لانتخابات رئاسية في بلد من البلدان؟ لذلك المعارضة تصر على أن مستقبل سورية هو عملية انتقالية سياسية لا يمكن أن يكون للمجرمين أي دور فيها». وحول رؤية المعارضة لمحادثات جنيف، قال إن «المناخ لا يدعو للتفاؤل». وأرجع هذا إلى أن «إعلان وقف إطلاق النار ومن بعده محادثات أستانا، لم تُترجم على الأرض، ولو كانت هذه المحادثات تُرجمت على الأرض بالفعل لكان هناك مناخ جيد جداً للبدء بعملية سياسية انتقالية». وأضاف علوان، «لا نشعر أن نظام الأسد والوفد الموجود هنا جادون في البدء بنقاش العملية الانتقالية، ولا تزال تصريحاته تدل على أنه ممعن في الحل العسكري ولا يقبل الانتقال السياسي». وقال «طلبنا في اليوم الأول أن تكون المفاوضات مباشرة، وهذا دليل أن المعارضة تريد حل المشكلة بالطريقة السياسية وتريد إيقاف العنف الدائر في سورية». وحول مشاركة فصائل المعارضة في المفاوضات رغم وجود خروقات كثيرة للهدنة في سورية، قال علوان «الفصائل الآن تفكر بطريقة متطورة جداً عن السنوات السابقة، وتؤمن بأن المناورة السياسية هي مهمة جداً مثل المناورات العسكرية في الداخل، ومقاطعة جنيف 4 ليست في مصلحة الشعب السوري، ولا في مصلحة الفصائل، لماذا؟ لأن البديل عن جنيف 4 سيكون مفاوضات أخرى مثل أستانا أو غيرها، وعلينا أن نثبت للعالم كله أننا لا نعطل الحلول السياسية وأننا لا نضع عراقيل في وجه الحلول السياسية».

مشاركة :