الأماكن... عصارة الروح - ثقافة

  • 2/28/2017
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

«الأماكن كلها مشتاقة لك»... هكذا تبدأ الأغنية التي غزت القلوب والوجدان بلا استئذان منذ أكثر من عقد بصوت فنان الخليج المبدع محمد عبده وكلمات الشاعر المتألق منصور الشادي... كل مقطع من هذه القصيدة يعتصر الفؤاد فينا والذكرى ويسيل أعيننا بالدمع فليس شرطا أن تكون الأماكن مشتاقة لمعشوق ما بل إننا حين نسمعها ونتذكر الذين رحلوا عن الدنيا قسرا غير مخيرين يكون تأثيرها علينا أشد من حزننا على الحبيب الذي رحل باختياره.«الأماكن لي مريت إنت فيها عايشة بروحي وأبيها لكن ما لقيتك»... أي وجع تحدثه هذه الكلمات لإنسان فقد عزيزا سواء كان أما أو أبا أو ربما صديقا غاليا سرقه الموت مبكراً...ما أشد وقع كلمات الشاعر مع الحنين في صوت محمد عبده على قلوبنا... ما أجمل هذه الأغنية وما أقساها لدرجة لا بد أن نبكي معها ولو سمعناها ألف مرة... في كل مرة تعتصر الدمع من عيوننا حتى يجف قبل انتهاء الأغنية... حين يقول الشاعر «كنت أظن الريح جابت عطرك يسلم علي» وأي عطر ذاك التي حفظته الأماكن وجاء به قبل أن يبرد ويموت في صمته الكلام لكنه لم يجد أحدا!من منا سمع الأغنية ولم تختنق الكلمات في حنجرته وتترجم دمعا على الوجنتين وارتجافات فوق الشفتين...؟من منا لم يسرِ الحنين بروحه ولم يخف أن يأتي الحبيب قبل أن تموت أوراقه ويفوت العمر...«لو تغيب الدنيا عمرك لا تغيب» فكيف تغيب عن اماكن أحبتك وحفظت عطرك وارتسمت ملامحك حولها...؟! «الأماكن» رائعة من روائع الفن الخليجي قد تتكرر لكنها تظل تسابق الزمان فكلما صارت الأغنية قديمة تجددت معانيها الرائعة في قلوب المرهفين... إنها عزف على أوتار الذاكرة ورجع الحنين وعصارة العيون بل الأرواح.الأماكن كلها مشتاقة لكوالعيون اللي انرسم فيها خيالكوالحنين إللي سرى بروحي وجالكما هو بس أنا حبيبيالأماكن... الأماكنالأماكن.. كلها مشتاقة لك

مشاركة :