حوار: بكر المحاسنةخديجة الحفيتي، فنانة إماراتية شابة ذات موهبة متميزة، أرادت أن تترجم جمال مشاعرها في لوحاتها فباتت سفيرة الريشة والإبداع بإمارة الفجيرة. بدأت حكايتها مع الرسم منذ الصغر فصعدت السلم خطوة خطوة، بعد أن تعلمت في المدرسة أصول الفن لتجد في الجامعة من يؤمن بموهبتها ما مهد الطريق بعد تخرجها لدخول عالم الاحتراف.بدايتها كانت عام 2003، وها هي بعد 14 عاماً قضتها في التعلم، والتدريب، وحضور مختلف الدورات والورش، تجني ثمار تعبها، بالحصول على العديد من الجوائز، واحتلال المركز الأول في أكثر منحدث فني. في الحوار التالي نتحدث عن حياتها ومواهبها. كيف كانت بداياتك في الفن؟ بدأت عندي موهبة الرسم منذ الصغر، إذ كنت ملازمة للدفتر والقلم وأرسم ما أراه أمامي، خصوصاً شخصيات «مجلة ماجد»؛ لأنني كنت أقرأها كثيراً. وفي المدرسة الابتدائية فزت بمسابقة الرسم على مستوى الدولة، وشعرت باهتمام معلمة الفنية بموهبتي، وقتها أدركت أن الله تعالى أعطاني وأنعم عليّ بتلك الموهبة، فبدأت صقلها وتنميتها، فمن الطبيعة استلهمت الصمت، والألوان، ووجدت فيها متنفساً للمشاعر، ومصدراً للسعادة والإبداع. وفي جامعة الإمارات حصلت على من يهتم بموهبتي، والتحقت ببرنامج تعليم الرسم في الفصل الصيفي للتخرج، وتعلمت الكثير عن الرسم، ومنها انطلقت بعد التخرج إلى الرسم المحترف بالممارسة. ومن أين تستلهمين أفكارك؟ الخيال، والطبيعة، وجمال البيئة الإماراتية الخلابة، منبع أفكار لاتنضب، إلى جانب أعمال الفنانين البارزين. كيف واصلت تطوير مواهبك؟ بتعلم كل جديد في عالم الفن، وتجربة مختلف أنواع الرسم، والتصوير، وصناعة المجوهرات، والحياكة بالكروشيه، والأشغال اليدوية، وقراءة كتب الرسم، والمشاركة في المعارض المتنوعة، والاستفادة من تجارب الفنانين، وافتتحت مركزاً خاصاً، لتدريس اللغات والكمبيوتر، وإقامة ورش العمل الفنية، وتبني المواهب الشابة، إضافة إلى عقد ورش عمل في المؤسسات الحكومية. قضيت 14 عاماً كفنانة، كيف ترين الفرق الآن بينك وبين بداياتك عام 2003؟ كبير جداً. مررت بمراحل كثيرة في حياتي للوصول إلى هذا المستوى، فمنذ الصغر أستخدم الألوان الخشبية، والشمعية، والمائية، وبعدها الفحم، والزجاج، وأرسم على الفخار والديكوباج، والخط العربي، والأشغال اليدوية. وصرت أعقد ورشات الرسم في عدة جهات لأنقل خبراتي في الفنون ليستفيد منها الموهوبون، ونكتشف المبدعين منهم، وأنشر أعمالي الفنية عبر وسائل التواصل ، وأصبح هدفي نشر السعادة لمن هم حولي عن طريق الفنون. وماذا عن تعلقك بتراث الدولة وتجسيده في لوحات معبرة؟ أحب كل شي تراثي؛ لأن له جمالية نادرة وخاصة ورسمت عدة لوحات تراثية. هل شاركت في معارض ومسابقات؟ نعم شاركت في أكثر من 46 معرضاً وفعالية، وأقمت معرضاً شخصياً وآخر ثنائياً. وفزت بالمركز الأول في عدة مسابقات منها، «اللوحة الأكثر إبداعاً» بكلية الأغدية والزراعة في جامعة الإمارات في 2006، و«أجمل لوحة» بمهرجان الفنون الإسلامية في مركز الفنون التشكيلية في كلباء 2008، و«الموظف المبدع»، ومركز وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بمسافي 2011، وأكثر لوحة معبرة عن «مكافحة المخدرات» شرطة الفجيرة 2016. كيف تستطيعين التوفيق بين وظيفتك وموهبتك؟ أنا موظفة بالقيادة العامة لشرطة الفجيرة ولاتشغلني وظيفتي عن الرسم؛ لأنني أحب أن أقضي وقت فراغي مع لوحاتي في مرسمي المتواضع. ما موقف الأسرة من موهبتك؟ أسرتي خصوصاً والدتي، هي الركيزة التي أرتكز عليها في الارتقاء بمواهبي، ومنها أستلهم أفكاري وثقتي، وخلال السنتين الماضيتين أقمت نحو 6 ورش فنية مختلفة ل 30 طفلاً من العائلة من أجل تنمية الحس الفني لديهم بسعادة. كيف يمكن إفادة المجتمع من خلال موهبة الرسم؟ من خلال الرسم أسهم بتأصيل الحركة الفنية التشكيلية في مجتمع الإمارات بشكل عام، وفي الفجيرة بشكل خاص، وتوثيق تاريخ ومنجزات الإمارات، والمشاركة في المعارض العالمية لإبراز التطور الذي وصلت إليه الدولة لإدخال البهجة والسعادة عن طريق الاستمتاع بالفن. وماذا عن هواية تصميم الأزياء؟ أحببتها منذ الصغر، وكنت أرسم التصاميم بنفسي ثم أنفذها، وأخيط الملابس لي ولعرائسي، وازدادت جرأتي بفتح محل لتصميم وخياطة وتطريز الملابس النسائية والعبايات، لأمارس فيه هوايتي، واعتمد في تصاميمي على البساطة، والجمال، ومتابعة الموضة. ما طموحك ؟ أن أحصل على الدعم الكافي ليكون لدي مرسم أو مركز فنون تشكيلية، أساهم من خلاله في إبراز ماضي وحاضر ومستقبل الدولة في كثير من معارض الرسم، وأتمكن من خدمة وإسعاد مجتمعي، فالفن لايقتصر على كمّ اللوحات الفنية والفنانين؛ وإنما على العطاء من أجل مجتمع فني داعم، مستخرج للمواهب المكنونة لتحقيق أهداف عام الخير في الإمارات بطريقة فنية.
مشاركة :