يسابق الفنانون المشاركون في مهرجان «دبي كانفاس»، الزمن ليتمكنوا من إنجاز أعمالهم وفق الوقت المحدد، حيث إن الأمطار التي هطلت أخيراً في دبي، تسببت في تعطيلهم عن الرسم ليوم كامل، ما دفع الجهات المسؤولة عن المهرجان الذي ينطلق من اليوم حتى السابع من مارس، لزيادة المدة المحددة لإنهاء الأعمال. اللافت في مجموعة من الأعمال التي تقدم في الدورة الثالثة من المهرجان، أنها مستمدة من دبي، وتعبر عن مفهوم السعادة، في إطار يحاكي الإمارات وثقافتها، سواء من خلال الزي الإماراتي أو الشخصيات، وكذلك المعالم المعروفة في الإمارات. دراجات في السماء الفنان الياباني توموتيرو سايتو، يشارك في المهرجان للمرة الثانية، ويرسم دبي من خلال مشهد يصور الدراجات الهوائية التي تحلق في السماء عبر أجنحة خلفية، بينما دبي في المشهد أسفل هذه الدراجات، حيث يصور الأبراج وسط الغيوم. ولفت إلى أنه يرى في المهرجان فرصة لتقديم أفكار خلاقة ومبدعة، تعبر عن جمال دبي والبهاء الذي تحمله المدينة. فيما قدم الفنان نيكولاي أرندت، مشهداً لدبي من خلال رسم البحر والشمس التي تغيب في الأفق، وبرج العرب، فيما يلعب الطفل عند الشاطئ، وذلك ضمن رسم يبدو كما لو أنه صفحة من كتاب. قطرات المطر قدمت الإماراتية ميثاء المري، مفهوم السعادة، من خلال رسم يرصد قطرات المطر، مشيرة إلى أن الثيمة التي تعمل عليها مازالت تحتاج إلى المزيد من العمل كي تنجز. وأشارت إلى أنها شاركت في المهرجان من خلال المسابقة، منوهة بأن مجرد الوجود مع فنانين عالميين من شأنه أن يقدم لها تجربة رائعة، لأنه يسهم في تعليمها الكثير، لاسيما أن الفنانين قدموا لها النصائح والخطوات التي تسهم في إنجازها العمل بشكل متكامل. ولفتت إلى أنها تشارك في المسابقة، وليست مكلفة، وهذه التجربة بحد ذاتها كافية، فهي فوز حقيقي مهما كانت نتيجة المسابقة. دبي من السحاب قال الفنان البولندي ريتشارد بابروتسكي، «سعيت إلى تقديم تركيب يجسد دبي من السحاب، فهي كما لو أنها سجادة تطير في السماء، ولكنها سجادة معاصرة مصنوعة من قطع تشبه الرخام والأرضية الصلبة، ومشاهد دبي وجزيرة النخلة تأتي في الجهة السفلى من التصوير، والعائلة الإماراتية فوق المشهد على السجادة، فيما تم تقديم مشهد دبي الحاضنة لكل الثقافات، من خلال الأطفال الذين يحملون جنسيات عدة، ويتبادلون مشاعر الحب الطفولية». موضحاً أنه يشارك للمرة الأولى في المهرجان، كما أن زيارته لدبي هي الأولى من نوعها، ولم يتمكن بسبب عمله اليومي إلا من رؤية «برج خليفة» من مكان الرسم والعمل. وشدّد على أن الأمطار دمرت جزءاً من العمل، مؤكداً أنه سيعمل بشكل مضاعف، كي ينجز كامل التفاصيل المتبقية من العمل اليوم. حلم ورؤية الفنان إدواردو كوبرا، قدم مفهوم السعادة، من خلال عمل يجسد فيه رسماً متخيلاً من طفولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهو يلعب بالرمل، ويحلم بدبي المستقبل، المملوءة بالأبراج المرتفعة. وقال كوبرا لـ«الإمارات اليوم» إنه عمل على حلم ورؤية سموه في البناء، وجعل دبي على ما هي عليه اليوم، وكان هذا الحلم متجسداً في مبنى «برج العرب»، المكون من الرمال، الذي تحول إلى حقيقة، منوهاً بأن ما يقدمه حول السعادة يكمن في كونه يجعل الأماني تتحقق، والحلم يسير نحو الحقيقة، الأمر الذي يجعل السعادة تعم أرجاء الإمارة. ولفت إلى ان الأمطار التي هطلت قد عطلته يوماً عن العمل، لكنه سينهي العمل في الوقت المحدد، دون الحاجة إلى يوم إضافي. الثقافة الإماراتية عمل البرتغالي كاس على تقديم ما يرتبط بالثقافة الإماراتية المحلية، لأنه يعمل دائماً على ربط الصور التي يقدمها في المهرجانات بالبلدان التي تنتمي إليها. ولفت إلى أنه يعمل على تركيب المشاهد ضمن أشكال «بازل»، ولهذا وضع أبراج دبي في أوعية، يحتضنها طفل صغير بالزي الإماراتي، كأنه يمنح دبي كل الحب، مشيراً إلى أن المشهد يجمع بين الحقيقة والحلم، فيبدو الطفل في مشهد حالم، فهو مزيج من الحلم والسعادة والحب. وشدد على انه اختار هذه الطريقة للتعبير عن الحب، لأنه غالباً ما يرسم الوجوه، ويركز على الأطفال، وقد اختار الطفل ليعبر عن مفهوم السعادة، من خلال الملامح التي يحملها الطفل، لأن الأطفال يجسدون السعادة.
مشاركة :