تسبب مقتل أبو الخير المصري، القيادي في تنظيم القاعدة، الذي استهدفت سيارته بصاروخ في محافظة إدلب السورية، في ضربة قوية للتنظيم، حيث موقعه المؤثر كنائب لزعيم التنظيم الإرهابي أيمن الظواهري. وفي الوقت الذي تحدثت فيه وسائل الإعلام المختلفة عن القيادي المقتول، أكد بول كروكشانك، محلل شؤون محاربة الإرهاب لدى شبكة «سي إن إن» الأميركية، أن المصري كان موقوفًا في إيران لسنوات، ولكن طهران أفرجت عنه قبل فترة قصيرة. وقال كروكشانك، في مطلع تعليقه عن الأنباء التي صاحبت مقتله بضربة صاروخية تقف خلفها الاستخبارات الأميركية: «المصري كان الرجل الثاني في التنظيم على مستوى العالم، كان لديه التزام مطلق بالقاعدة وقائدها أيمن الظواهري، وقد كان في أفغانستان منذ ما قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)»، وفقًا للشبكة. وأضاف المحلل الأمني الأميركي: «بعد سقوط تنظيم طالبان إثر التدخل العسكري الأميركي، فر من أفغانستان إلى إيران، لكنه اعتقل فيها وظل موقوفًا لعدة سنوات، وقبل سنة تقريبًا أفرج الإيرانيون عنه وترك البلاد منتقلاً منها إلى سوريا، حيث تولى منصب نائب زعيم القاعدة على مستوى العالم». ويرى كروكشانك أن مقتل المصري يمثّل «ضربة كبيرة للتنظيم العالمي، فهو كان قادرًا من مكان وجوده في سوريا على التواصل مع الظواهري والتنسيق معه»، ولكنه استطرد بالقول: «علينا ألا نبالغ في تقدير أهميته فهو ليس من مستوى الظواهري أو بن لادن، وقد كان قبل سقوط طالبان يتولى مهام تنظيم التنقل والإمدادات للقاعدة وقد وصفه أحد نشطاء القاعدة بأنه منخرط كثيرًا في العمل المكتبي، ولكنه يبقى مع ذلك أحد أقدم عناصر القاعدة ومقتله بالتأكيد خسارة للتنظيم». يذكر أن الولايات المتحدة تقف خلف الضربة التي أدت إلى مقتل المصري، بصاروخ استهدف سيارته قرب قرية المسطومة في إدلب. والاسم الحقيقي لأبو الخير هو عبد الله محمد رجب عبد الرحمن، وهو من أصل مصري. وانضم المصري إلى تنظيم القاعدة في الثمانينات، واقترب من زعيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري، وسافر معه للسودان وأفغانستان، ثم فر مع آخرين من أفغانستان هربًا من الغارات الأميركية على معاقل القاعدة هناك، متجهين إلى إيران.
مشاركة :