تعزز الزيارة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى إندونيسيا اليوم (الأربعاء)، العلاقات بين البلدين، إذ تتضمن إبرام اتفاقيات تشمل مجالات التربية والتعليم ومكافحة الجريمة المنظمة، فضلاً عن رفع مستوى رئاسة اللجنة المشتركة بين البلدين. وتأتي الزيارة ضمن جولة خادم الحرمين الشريفين الآسيوية، كما أنها تعتبر أول زيارة لملك سعودي إلى إندونيسيا منذ نحو خمسة عقود. وأوضح بيان صادر عن السفارة الإندونيسية في الرياض (تلقت «الشرق الأوسط» نسخه منه)، أن خادم الحرمين الشريفين سيقوم بزيارة رسمية وتاريخية إلى إندونيسيا، تنطلق اليوم (الأربعاء)، وتستمر حتى التاسع من مارس (آذار) الجاري، واصفة الزيارة بـ«الضخمة، وذات الأهمية التاريخية الكبيرة». إلى ذلك، أوضح أسامة الشعيبي سفير السعودية لدى إندونيسيا، خلال تصريحات لـ«رويترز» أمس، أن اتفاقاً لمحاربة الإرهاب سيكون ضمن الاتفاقيات التي سيتم التوقيع عليها خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى إندونيسيا، مضيفاً أن الزيارة يمكن أن تضع الأسس لمشروعات تطوير في مجال النفط والغاز، كما يمكن أن تروج للسياحة. وقال الشعيبي إن شركة «أرامكو السعودية» العملاقة للنفط (ولها اتفاق قائم حاليا مع شركة برتامينا الإندونيسية للطاقة حجمه خمسة مليارات دولار لتطوير مصفاة في جاوة الوسطى) قد توقع هذا العام مزيدا من المشروعات المعروضة من برتامينا. إلى ذلك، أشار أغوس مفتوح أبي جبريل، سفير إندونيسيا لدى السعودية، في تصريح صحافي، إلى أن زيارة خادم الحرمين الشريفين تعتبر حدثاً تاريخياً مهماً جداً، وتحمل معاني خاصة لعلاقات التعاون والصداقة المتينة القائمة بين البلدين، وتشكل معلماً تاريخياً من شأنه رفع مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين إلى أعلى المستويات، وتمثل مرحلة جديدة لترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين، منوهاً إلى أن روحها لا تركز فقط على الجهود المبذولة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على مجالات التعاون القائم والمتطور، بل تشمل بحث سبل تقوية التعاون في المجالات كافة، وعلى جميع المستويات حكومة وشعباً. وأوضح أبي جبريل، أن تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين سيكون محل بحث بين البلدين، كما أنه سيستفاد من جميع الإمكانات والفرص المتاحة للتعاون في مختلف المجالات، لتحسين العلاقات من أجل مصلحة ورفاهية البلدين. واسترجعت السفارة جذور العلاقات التاريخية بين إندونيسيا والسعودية التي تمتد إلى أمد بعيد، مؤكدة أن الزيارة ستوطد العلاقات ومسارات التعاون والصداقة المتينة بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وستفتح فرصاً جديدة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين كأولوية متماشية مع ما تعيشه السعودية من الرؤية الطموحة «2030». وذكرت أن البلدين لديهما إمكانات وفرص هائلة للتعاون الاقتصادي التي يمكن بحثها وتطويرها، بما فيها مجالات التجارة والاستثمار والتعدين. وتطرقت السفارة إلى أن أهمية هذه الزيارة وبعدها التاريخي جعلا إندونيسيا حكومة وشعباً تستعد بشكل مكثف لاستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مشيرة إلى أن اتفاقيات ستبرم بين البلدين خلال الزيارة، تشمل مجالات التنمية والتعليم والثقافة والصحة والثروة السمكية والعلوم والتكنولوجيا والطيران المدني ومكافحة الجريمة المنظمة عبر حدود الوطن. وبحسب السفارة فإن الزيارة ستشمل العمل على رفع مستوى رئاسة اللجنة الإندونيسية السعودية المشتركة، حيث ستترأسها وزيرة خارجية إندونيسيا، ووزير الخارجية السعودي.
مشاركة :