سلطت الصحف الأجنبية هذا الأسبوع في تغطيتها للشرق الأوسط على بعض القضايا الشائكة من تداعيات معركة الموصل، إلى تطورات الأوضاع في أفغانستان، وتوقعات الانتخابات الفرنسية. وأشارت صحيفة «واشنطن بوست»، في افتتاحية بعنوان «ترامب يخسر القتال طويل الأمد في العراق»، إلى تقليص فرص نجاحه في العراق بتصريحاته ومراسيمه، فيما توفر الطائرات الأميركية والقوات الخاصة دعمها للقوات العراقية في معركة الموصل التي يعتقد أنها قد تستمر لشهور، وتواجه لاحقاً تحدياً كبيراً يتمثل في فرض الاستقرار فيها وغيرها من المناطق ذات الأغلبية السنية ما إن يتم إخراج المتشددين. حيث إن الهجوم العسكري للاستيلاء على الموصل يمضي قدماً من دون أن تصاحبه خطوات سياسية يمكنها أن تعزز القادة السنة المعتدلين. وحذرت الصحيفة من مخاطر إبقاء العراق على لائحة الدول ذات الأغلبية المسلمة المشمولة بالحظر، وما قد ينجم عنه من تمرد سياسي يفضي إلى انهيار الحكومة، وإحلال ميليشيات شيعية مكان القوات الأميركية في القتال على الموصل، أو حتى مطالبة وكلاء إيران بمغادرة القوات الأميركية العراق فور انتهاء القتال. تطوّرات أفغانستان وفي مقالة في الصحيفة نفسها تحت عنوان «الترويج لالتزام أفغاني جديد»، تطرق جوش روجين إلى مطالبات جنرالات الجيش الأميركي بالمزيد من المصادر والجنود، مشيراً إلى التأييد الحذر للجمهوريين في الكونغرس لهذه الخطوة، إذ إنهم يريدون التأكد أن إدارة ترامب لا تكرر ما يرونه أخطاء أوباما، بما في ذلك وضع جدول زمني للانسحاب والفشل في حشد الشعب الأميركي. مشيراً إلى عدم سهولة الترويج لهذا الأمر لدى ترامب والشعب الأميركي، في الوقت الذي لدى الخبراء العسكريين قناعة بأنّ زيادة المصادر لتعزيز القوات الأمن الأفغانية هو مجرد تدبير مؤقت، وأنه من دون استراتيجية شاملة تتعامل مع باكستان، وتتضمن أيضاً عودة المفاوضات، فإن الصراع سيدوم، حيث حتى الآن لا تشعر طالبان بضغوط كافية للمساومة. وبدورها، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» مقالاً عن أفغانستان بقلم مجيب ماشال وجواد سوخانيار، تحت عنوان «نهج أفغانستان تجاه الدبلوماسية الروسية»، أشار فيه الكاتبان إلى تولي السفير الأفغاني إلى روسيا قيوم كوتشاي، قريب الرئيس الأفغاني أشرف غني، والذي يملك جوازاً أميركياً، إدارة علاقة حساسة مع بلاد يمكنها ترجيح الميزان في حرب أفغانستان. وهو المعروف بتصريحاته المثيرة للجدل التي أثارت غضب روسيا، والتي كانت تسهم أخيراً في عدم الاستقرار المتنامي، بإعطاء شرعية لمتمردي طالبان عبر الاعتراف بإجراء اتصالات معهم، في مقابل إظهار برودة مع حكومة كابول، مشيرين إلى أن التغيير الأخير في سياستها في أفغانستان بعد أن كانت متعاونة على مدى 15 عاماً، يتشكل بفعل الأحداث في سوريا وشبه القرم، حيث تتحدى الولايات المتحدة مصالحها. وناشدت افتتاحية لـ«نيويورك تايمز» تحت عنوان «المستقبل القاتم لجنوب السودان» الولايات المتحدة، عدم التخلي عن التزاماتها الإنسانية في جنوب السودان، حيث 20 مليون شخص هم على حافة المجاعة، في ظل نقص المساعدات الغذائية الطارئة، وحاجة الأمم المتحدة إلى 4.4 مليارات دولار بنهاية مارس، فيما لم تحصل إلا على نسبة 2 في المئة، وطالبتها بالاستمرار في جهود الدبلوماسية لتحقيق السلام المطلوب. انتخابات فرنسا أما على الضفة الأخرى من الأطلسي، فكان اهتمام الصحف البريطانية منصباً على الانتخابات الفرنسية، حيث كتب أستياجيت داس في صحيفة «إندبندنت»، أن جاذبية مارين لوبن في عيون ناخبي اليسار هي أكثر مما تريد استطلاعات الرأي الاعتراف به.
مشاركة :