الحريري يتبنى ترشح جعجع للرئاسة اللبنانية

  • 4/22/2014
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت: كارولين عاكوم تتجه الأنظار في لبنان إلى جلسة الانتخابات الرئاسية الأولى المقرر عقدها غدا (الأربعاء)، رغم أن نتائج هذه الجلسة شبه محسومة لجهة عدم انتخاب رئيس، مما سيؤدي إلى تحديد جلسة ثانية قبل 25 مايو (أيار) المقبل، موعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي ميشال سليمان. وحتمية عقد البرلمان جلسة ثانية، تعود لأسباب عدة؛ أهمها عدم التوافق بين الأفرقاء السياسيين، وإمكانية عدم اكتمال نصاب الجلسة المحدد بثلثي عدد النواب أي 86 نائبا من أصل 128، أو تصويت عدد منهم بورقة بيضاء. وينص الدستور على أن الرئيس ينتخب بالاقتراع بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الدورة الأولى، ولا تتطلب دورات الاقتراع التالية أكثر من الغالبية المطلقة، أي 65 نائبا. وعلى الرغم من أن أسماء عدة يجري تداولها بوصفهم مرشحين لهذا المنصب من قبل فريقي «8» و«14 آذار»، فإنه يبقى رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع الوحيد الذي أعلن ترشحه لغاية الآن، وبات التوافق عليه من قبل فريق «14 آذار»، شبه محسوم، بعدما كان هناك توجه لإعلان ترشح رئيس حزب الكتائب أمين الجميل، أيضا، علما بأن الدستور اللبناني لا يلزم الترشح الرسمي ويحق للنواب أن يقترعوا لأي شخص يمتلك مؤهلات منصب الرئاسة. وعقد لقاء أمس بين وفد من «تيار المستقبل» وآخر من «القوات اللبنانية»، وأكد النائب في كتلة «القوات» أنطوان زهرا لـ«الشرق الأوسط» أن «المباحثات إيجابية لجهة تبني فريق (14 آذار) ترشيح جعجع»، متوقعا أن يعلن عن الموقف النهائي خلال الساعات القليلة المقبلة. وأشار في الوقت عينه إلى «عدم وضوح الصورة لدى الفريق الآخر (8 آذار)، الأمر الذي يرفع من أسهم احتمال تحديد جلسة انتخاب أخرى». وكان جعجع كشف أن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري سيعلن رسميا دعمه وتصويته له لمنصب الرئاسة قبل جلسة البرلمان. وهذا ما أكده النائب في كتلة المستقبل أحمد فتفت بعد لقائه وفد «القوات» أمس، قائلا: «أبدينا دعمنا وتأييدنا الكامل لترشيح جعجع للرئاسة، وبرنامجه يصب في دعم قوى (14 آذار)». وكان جعجع قد تلقى مساء الأحد، اتصال تهنئة بعيد الفصح من الحريري، قال له فيه: «هذا الاتصال الأول بمرشحنا لرئاسة الجمهورية». أما فريق «8 آذار» فلم يحدد لغاية الآن الاسم الذي يدعمه رسميا، وكذلك حضوره الجلسة أو عدمه، باستثناء كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري التي بات حضورها مؤكدا، فيما يتريث حزب الله في إعلان موقفه. وكان قد أعلن أبرز مرشحي قوى «8 آذار»، النائب ميشال عون أنه لن يترشح في مواجهة جعجع، مما رجح احتمال تبني «8 آذار» مرشحا آخر في الجلسة الأولى، ليعود ويطرح اسم عون في الجلسة أو الدورة الثانية. وبين فريقي «14» و«8 آذار»، يبقى الوسطيون وكتلة «جبهة النضال الوطني» التي يرأسها النائب وليد جنبلاط المؤلفة من ثمانية نواب، وهي التي، وككل استحقاق، ترجح إحدى كفتي الميزان، لكن لغاية الآن، اكتفى جنبلاط بالتأكيد خلال لقائه النائبة في كتلة القوات اللبنانية ستريدا جعجع، بأنه سيكون حاضرا في جلسة الأربعاء، قائلا: «سنعلن عن موقفنا النهائي في ما يخص الترشيحات الرئاسية، ونأمل انعقاد الجلسة بنصاب كامل، ولتأخذ الديمقراطية مجراها». وقالت جعجع، التي كانت لها جولة أمس على عدد من المرجعيات السياسية: «توافقنا وجبهة النضال الوطني على أن نحضر جلسة الأربعاء ونمارس كنواب دورنا الدستوري»، ولفتت إلى أن «هناك دائما تواصلا وتجاوبا بيننا على الرغم من أن للجبهة توجهها ولنا توجهنا»، فيما أشارت بعد لقائها رئيس حزب الكتائب أمين الجميل في الصيفي، إلى التوافق «على أن (14 آذار) ستبقى موحدة، وسنواجه الانتخابات بمرشح واحد»، وعدّت أن «النواب الذين لا يؤمنون النصاب يعرقلون هذا الاستحقاق الدستوري». من جهته، أوضح عضو «كتلة المستقبل» النائب محمد الحجار أن «موقفنا في تيار المستقبل من الاستحقاق الرئاسي يتحرك بين حدين؛ الأول أن يكون مرشحنا من ضمن فريق (14 آذار)، والثاني أن تكون هناك انتخابات رئاسية، بمعنى ألا يحل الفراغ في الموقع الرئاسي الأول في البلاد». وأعلن في حديث تلفزيوني أنه «سيكون هناك توجه لدى تيار المستقبل، وسيعبر عنه في الساعات المقبلة، لتبني ترشيح جعجع، وكذلك ستتوالى المواقف من القوى الأخرى في (14 آذار) تحضيرا لانتخابات الرئاسة». في المقابل، أكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، أن «من حق شعبنا وممثليه أن يختاروا الرئيس الذي يحفظ إنجازات المقاومة ويصون وحدة اللبنانيين ويحافظ على السيادة الوطنية والاستقلال»، فيما عدّ وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش، المحسوب على حزب الله، أن استحقاق الانتخابات الرئاسية مهم جدا، مشيرا إلى أن «دور رئيس الجمهورية يكمن في حماية الوحدة الوطنية والحرص على تطبيق الدستور وعدم المس بالثوابت وحفظ مناعة الوطن». ورأى في كلمة له في احتفال بالجنوب، أن «الموقع الرئاسي لا يكون إلا لمن يملك تاريخا مشرفا ووطنيا، ويملك موقفا واضحا تجاه عدو هذا البلد، ويحفظ مقومات القوة فيه التي تتمثل في معادلة: الشعب والجيش والمقاومة».

مشاركة :