ليست الصحراء موضوع الساعة. موضوع الساعة هو الجزائر ومستقبلها. ماذا سيحل ببلد يعاني من كلّ أنواع الامراض وليس من مرض رئيسه عبدالعزيز بوتفليقة الذي لم يستطع استقبال المستشارة الألمانية انجيلا ميركل قبل ايّام. اجلت ميركل في اللحظة الأخيرة زيارتها للجزائر بعدما اعتذر بوتفليقة عن عدم استطاعته استقبالها. حصل كلّ ذلك قبل ساعة فقط من ان تستقل المستشارة الألمانية الطائرة التي كان مفترضا ان تقلّها الى العاصمة الجزائرية... بدل ان تلجأ المؤسسة الحاكمة في الجزائر الى معالجة الاوضاع المهترئة في بلد يعاني من كلّ أنواع المشاكل والازمات، اذا بها تهرب في اتجاه افتعال مواجهة مع المغرب عبر اداتها المفضلة، أي "بوليساريو". ليس بالهرب الى امام يمكن ان تجد الجزائر مخارج من مشاكلها وازماتها التي يرمز اليها وجود رجل مريض في رأس هرم السلطة. لا يجرؤ احد على تسمية الأشياء باسمائها في الجزائر. ليس هناك من يتجرّأ على التساؤل لماذا الحدود مغلقة مع المغرب منذ العام 1994. هل هذا عائد الى الخوف من ان يرى الجزائريون بأنفسهم طبيعة الحياة في المغرب وكيف ان هناك بلدا جارا متصالحا مع نفسه لا يمتلك ثروات طبيعية مثل الجزائر، لكنّه قادر على الاستثمار في الانسان وعلى تطوير نفسه على كلّ الصعد، اقتصاديا وثقافيا وسياسيا والانفتاح على محيطه الطبيعي. لا يمكن للجزائر الاستمرار، الى ما لانهاية، في لعبة الهروب الى خارج حدودها. هناك وضع لا بدّ من معالجته بدءا بإيجاد بديل من بوتفليقة الذي صار عاجزا عن ممارسة الحكم بسبب المرض. هذا هو الواقع وكلّ ما عدا ذلك تفاصيل لا تقدّم ولا تؤخّر باستثناء انّها تزيد من عمق المشاكل والازمات التي يعاني منها بلد لا يزال اسير عقدة المغرب منذ استقلاله. الامر في غاية البساطة. بل ابسط بكثير مما يُعتقد. بدل السعي الى الانتقام من المغرب بسبب الاختراقات التي حقّقها محمّد السادس في دول افريقية عدّة ووظّفها في سبيل علاقات افضل وتنسيق في كل ما يمكن خدمة التنمية والإسلام الحقيقي البعيد عن التطرّف... لماذا لا تكون هناك محاولة للسير على خطى المغرب من دون حياء او خجل؟ اليس ذلك الطريق الأقصر من اجل الانتقال الى حال مختلفة بدءا بالاعتراف بانّ الجزائر في حاجة قبل ايّ شيء آخر الى رئيس جديد ليست لديه عقدة المغرب، بل لديه توق الى تجاوز هذه العقدة. هذا يعني في طبيعة الحال الاهتمام بالإنسان الجزائري وتطويره انطلاقا من التعليم وصولا الى العناية الصحية مرورا بطبيعة الحال في استغلال الثروات الطبيعية من اجل توفير بنى تحتية ومساكن للفقراء والشباب بعيدا عن الاستثمار في كلّ ما يمكن ان يؤذي الدول الجارة، على رأسها المغرب طبعا. خيرالله خيرالله
مشاركة :