البحث عن الجهاديين بين المدنيين الفارين من غرب الموصل

  • 3/1/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يخاطب ضابط عراقي حشدا من الرجال الذين فروا من الموصل، هربا من المعارك، ويضغط عليهم للإقرار ما إذا كان لديهم أي ارتباط مع تنظيم داعش أو تعاونوا معه. وتنتقل لهجة الملازم عبد الله قاسم بين التشجيع والعتب، وهو يتحدث إلى مجموعة من الرجال الذين فروا في أثناء تقدم القوات العراقية في معركتها ضد الجهاديين في الجانب الغربي من مدينة الموصل، ثاني مدن البلاد. والمشهد هو جزء من إجراءات دقيقة تشوبها أحيانا توترات، تسعى من خلالها القوات الأمنية إلى عزل عناصر تنظيم داعش الذين يحاولون الاختباء بين المدنيين. ويقول قاسم، الذي يرتدي زي قوات النخبة لجهاز مكافحة الإرهاب الأسود، بينما يلوح بعصا “أجبروكم على إطالة اللحى ومنعوا عنكم السجائر وسيطروا عليكم”. ويضيف “الإسلام… هو التسامح، ليس القتل والقتال، لذلك جميعكم يعرف الفرق بين داعش والإسلام”. ويصرخ قاسم بصوت عال إلى درجة كفاية حتى يسمعه كل أفراد المجموعة التي تضم نحو 70 رجلا جالسين على شكل طابور على الأرض في قرية جنوب الموصل “أي واحد ساعدهم أو أدخلهم إلى منزله، أو أعطاهم امرأة للزواج هو غير شريف”. ويصغى الرجال بهدوء، لكن هذا التأنيب يشجع أحدهم على مقاطعته، فيقول “لكن نحن لم نستطع قتالهم، ليست لدينا القدرة”. وبشكل هادىء، لكن بحزم، يحول قاسم نظره إليه، بينما يخفي عينيه خلف نظارات شمسية، ويجيبه بنبرة لا تتطلب جوابا، “لكن كيف دخلوا إلى الموصل أصلا؟ هذا هو السؤال”. البحث عن جهاديين وفرّ آلاف المدنيين بينهم الكثير من النساء والأطفال، الجانب الغربي للموصل، منذ بدء هجوم القوات العراقية في 19 شباط/ فبراير، لاستعادته من سيطرة الجهاديين. وسار هؤلاء عبر مناطق صحراوية ليلا ونهارا على مدى أيام. وعندما وصلت مجموعة منهم إلى قرية السلام الصغيرة الواقعة إلى جنوب الموصل، تم عزل النساء والأطفال ووضعهم في منطقة مظللة حيث قدم لهم الطعام والماء. واصطحب الرجال إلى منطقة مجاورة للتحقيق، طرحت عليهم أسئلة أولا حول أسمائهم التي تتم مقارنتها لاحقا مع قاعدة بيانات، ثم تطرح أسئلة للحصول على معلومات. ويتم اقتياد المشبوهين بينهم إلى مكان آخر لطرح مزيد من الأسئلة. ويجلس في كل صف حوالى عشرة رجال بلحاهم الطويلة المفروضة من تنظيم داعش على سكان المناطق الخاضعة لسيطرته. ويغطي الغبار وجوه الرجال الذين يبدو كثيرون بينهم مرهقين ومتوترين. ثم يأمر قاسم الرجال بالوقوف، وبأن يضع كل منهم يديه على كتفي الشخص الذي يقف أمامه. وبعد ذلك يصل أحد الوجهاء، وهو رجل كبير السن، يضع وشاحا أبيض على رأسه ويسير متكأ على عصا، ويبدأ بالتدقيق في وجوه الرجال فيما يقف إلى جانبه ضابط من جهاز الاستخبارات. ويطلب الضابط الذي يرفض الكشف عن اسمه، من كل صف من الرجال الجلوس عند انتهاء عملية التدقيق.  “بايعت” بعد ذلك، يخاطب الضابط المجموعة قائلا “إذا كنتم تعرفون شخصا بايع أو عمل مع داعش، أخبرونا ولا تخافوا، فإن داعش قد انتهت”. ويومىء إلى شاب يرتدي بزة رياضية للاقتراب منه. ويضيف بينما يضع يده على كتف الشاب، الذي بدت على وجهه تعابير الخوف والإحراج “انظروا إلى هذا الرجل، لقد جاء وأقر لي بأنه بايع، وكان معهم لعشرة أيام، لن يحدث له شيء”. ويواصل الضابط تحذيره بأن اكتشاف المذنب لاحقا يعني أنه لن يحظى بالعطف الذي يحظى به المذنبون الآن. ويقف رجل، وهو يمسك بكيس يضع فيه بعض حاجياته، ويخرج من الصف، ليقول “أنا بايعت، وعملت معهم في القيارة”، البلدة التي تقع إلى الجنوب من الموصل. ويضيف “لكن أقسم أن ذلك كان لمدة 23 يوما فقط، ثم انشققت وغادرت ولم أعد إليهم مجددا”. ويلحق به شخص آخر يرتدي قبعة، وثالث يرتدي ملابس رياضية يشق طريقه باتجاه الضابط الذي بدا يبتسم. ويقول الضابط “هل ترون؟ لن يحدث لكم شيء، لقد بايعتم وعملتم معهم لأسبوع، أو شهر أو ثلاثة أشهر، هذا لا شيء، ما نحتاجه هو معلومات”. ويتابع “نريد أن ننتهي من داعش، فهم مثل السرطان إذا استمر يقضي على كل الجسم”.أخبار ذات صلةفيديو| جهاز مكافحة الإرهاب يسيطر على وادي حجر غرب الموصلالجيش العراقي يقطع آخر طريق رئيسي للخروج من الموصلنيران الجيش العراقي تغلق طريق الموصل تلعفر.. والقوات على بعد…شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)

مشاركة :