تحالف مصالح بين دمشق والأكراد يكبح تقدم الأتراك في شمال سوريا

  • 3/1/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الطريق إلى الرقة انطلاقا من الباب مقطوعة أمام الأتراك الذين لم يعد بإمكانهم بالتالي مهاجمة منبج من جهة الجنوب". وكان الرئيس التركي قد أعلن الثلاثاء أن عملية درع الفرات ستتجه بعد السيطرة على مدينة الباب إلى منبج. ورغم أن دمشق تعارض رغبة الأكراد في إقامة حكم ذاتي في شمال البلاد، لكن يبدو أن الطرفين وضعا خلافاتهما جانبا بحكم الضرورة لمواجهة تركيا. وكان مصدر من قوات سوريا الديمقراطية قد استبعد الثلاثاء أي مواجهة مع القوات النظامية السورية عند خط التماس بينهما، مشيرا إلى نوع من اتفاق مسبق. ويقول المصدر الأمني السوري "لا تعترف دمشق بقوات سوريا الديمقراطية، لأن الدستور ينص على أن الوجود المسلح الوحيد هو للجيش، رغم أن النزاع السوري تدخلت فيه تنظيمات كثيرة بشكل شرعي أو غير شرعي". ويرى بالانش أن "النظام يعارض الحكم الذاتي للأكراد، لكن في الوقت ذاته لا يملك الوسائل لاستعادة الأراضي التي يسيطرون عليها" في شمال وشمال شرق سوريا. ويبدو منطقيا أن لا يفتح النظام السوري جبهة مواجهة إضافية في هذا الظرف ويعمل على حاليا هو والأكراد على قاعدة عدو عدوي حليفي رغم أن التحالف غير معلن وقد لا يطول. ويقول مستشار القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية ناصر حاج منصور "النظام ما زال نفسه ولم يتغير وكلما سمحت له الظروف سيهاجم مناطقنا لكن الظروف الدولية أو المحلية لا تسمح له بذلك". لا اشتباكات ولا اتفاق وأوضح "إذا كان ما من اشتباكات بيننا وبين النظام، فهذا لا يعني أن هناك اتفاقا أو تعاونا لأن الحكومة السورية تعارض مشروع الفدرالية" الكردي. وعانى أكراد سوريا على مدى عقود من سياسة تهميش، قبل أن يتصاعد نفوذهم مع اتساع رقعة النزاع في العام 2012 ومن ثم انسحاب قوات النظام تدريجيا من المناطق ذات الغالبية الكردية. ويسعى الأكراد الذين أعلنوا إقامة إدارة ذاتية مؤقتة في شمال البلاد إلى ربط مقاطعاتهم الثلاث، الجزيرة (الحسكة) وعفرين (ريف حلب الغربي) وكوباني (ريف حلب الشمالي)، من أجل إنشاء حكم ذاتي عليها على غرار كردستان العراق. ويثير الحلم الكردي امتعاض ومخاوف أنقرة. ويقول مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن "الأتراك وفصائل درع الفرات ميدانيا مطوقون من كافة الجهات كافة الأكراد من الجهة الشرقية والجنوبية الشرقية والغربية وقوات النظام السوري من جهة الجنوب". وأضاف "لا يمكنهم الوصول إلى الرقة دون المرور في المناطق تحت سيطرة الأكراد أو قوات النظام"، مضيفا "إذا رغبوا بذلك، أمامهم خياران لا ثالث لهما: إما الدخول في مواجهة عسكرية مع الطرفين أو التوصل إلى اتفاق مع أحدهما للسماح بمرورهم". ويمكن لموسكو، أبرز حلفاء دمشق التي بدأت تنسق مع أنقرة في الفترة الأخيرة حول سوريا، كما للولايات المتحدة، حليفة تركيا والداعمة الأبرز للمقاتلين الأكراد وحلفائهم، أن تلعبا دورا في الضغط على حلفائهما لفتح الطريق أمام القوات التركية إلى الرقة. لكن قوات سوريا الديمقراطية بدأت منذ أسابيع هجوما على الرقة وهي تتقدم في اتجاه أبرز معاقل الجهاديين في سوريا. ويقول رئيس مركز الاقتصاد والسياسة الخارجية في اسطنبول سنان اولغن "هناك بالتأكيد خطر مواجهة. ولكن إذا توجه الجيش التركي إلى الرقة فسيحصل ذلك بناء على اتفاق مع الولايات المتحدة". ويرى أن "مهاجمة الجيش التركي سواء من قوات سوريا الديمقراطية أو من الجيش السوري يعني الهجوم على قوة مناوئة لتنظيم الدولة الإسلامية وسيكون لذلك تأثيره على ما هو أبعد من العلاقات مع تركيا ذاتها".

مشاركة :