تصفحت وجوه يومي 25 و26، ووجدتهم جميعاً سعداء فرحين بأعياد الحبيبة الكويت. لكنها فرحة ليست صادقة بالمعنى الوطني، فالبعض فرحته صفراء تتستر على «نوايا غدر وخيانة».فأولئك من قصدتهم، لم يفرحوا لأن الكويت بلد سلام، دولة يعيش الإنسان فيها بطمأنينة من دون خوف وقلق من زوار الليل، أرض الرخاء والخير، مجتمع وفي لنفسه. مواطنون يحبون أميرهم وسلطتهم واخوانهم المواطنين، أفراد يعبرون عما يجول بخاطرهم بحرية كاملة ولهم من يمثلهم في البرلمان كي يشرّع ويراقب.لم يفرحوا بهذا الخير الذي منحه الله لهذه البقعة الجميلة في منطقة تعج بالحروب والظلم والقهر والاستبداد وسلب الحريات، ويجب عليهم أن يشكروه بكرة وعشيا، بل فرحوا لأنهم يريدون الانقضاض على اقرب فرصة للخيانة. فإن كانت امرأة، تطالب بدخل وراتب من غير عمل. وإن كان ليبرالي، أعطى لنفسه الحق بأن يتكلم بعنصرية وأنه ابن العائلة ومن حقه كيكة المناقصات بالملايين. وإن كان إسلاميا، برر لنفسه كل شيء وقسّم الناس بين الجنّة والنار، فمن كان من أهل الجنة صب عليه الاموال واغدقه بالمناصب والبعثات والخيرات. وإن كان من القبيلة، فأبناء القبيلة دائماً هم الأكثر كفاءة... وهلم جرّا لبقية الفئات من الشعب. أما بعض النواب والوزراء، فالفساد حدّث ولا حرج، ولم يعد أحد يتحدث عن وجود الفساد من عدمه، فهذه قصة انتهت من زمان ومفروغ منها. بل فالحديث يدور هل ممارسة الفساد كانت علناً أم تحت الطاولة، وهل ممن تجوز لهم أم ابطال جُدد... والناس تجاوزت ذلك بكثير وباتت تتحدث عن رأسمال الصفقة!نحن كشعب نطالب بالحقوق ومحاربة الفساد، والحق أن قسماً واسعاً من هذا الفساد، نحن من يمارسه ويفتعله. فمن العناوين تقرأ «إحالة موظفي الطوارئ المتلاعبين إلى النيابة»، والعلاج بالخارج، والبناء غير القانوني، والتسيب الوظيفي، والمعونات الاجتماعية، والمعاقين الأصحاء، والشهادات المضروبة (وبالتالي المناصب والعلاوات المزيفة)، وشراء الاصوات، وبدل الايجارات الكاذبة، والمرضيات... ووو.اعلم أن القائمة تطول وأنني لست أقول شيئا جديداً، فقد صارت عندنا مناعة نفسية للفساد فلم نعد نتأثر بأكثر من التعوذ والدعاء عليهم (طبعاً إن لم يشملونا بالعطايا).hasabba@
مشاركة :