قال عمر سيف غباش، سفير دولة الإمارات لدى روسيا: إن الفكرة من تأليفه لكتاب «رسالة إلى شاب مسلم»، تعود إلى الوقت الذي كان يبلغ فيه من العمر 15 عاماً، حيث كان يمر بمرحلة يطرح فيها الكثير من الأسئلة التي لم يجد لها إجابات شافية في مجتمعه. مشيراً إلى أنه لم يكن من المعتاد في ذلك الوقت، طرح أسئلة حساسة عن الدين. وعندما أدرك أن هذا الوضع لم يتغيّر، مع مرور ابنه بالتجربة التي مر بها هو، قرر تركيز جهوده لتأليف كتاب يجيب عن هذه التساؤلات بأسلوب فكري ومنطقي منير.وأوضح غباش، خلال لقاء مع قناة «بلومبيرغ»، أن مخاوفه الأبوية تجاه ولده بدأت مع زيارتهم إلى مدينة نيويورك في صيف عام 2001، ثم وقوع أحداث الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية، وابنه في عامه الأول، وما تبعها من تورط البلاد والعالم أجمع في دائرة «الإسلاموفوبيا». ومع عمله سفيراً، بما يتطلب منه الانفتاح على الأفكار والاحتمالات، وجهته هذه الروح إلى كتابة سلسلة من الرسائل إلى ولده، ليفتح عينيه على بعض الأسئلة التي سيواجهها حين يكبر، ويحاول تقديم الإجابة عنها.وقال غباش، إنه اختار تأليف الكتاب معتمداً في أسلوبه على السلاسة في التعبير، والابتعاد عن المفردات والمصطلحات الصعبة. وأضاف: «لقد اخترت أن يكون الكتاب بالأسلوب نفسه الذي أخاطب به ابني، فمن الأهمية، التحدث إلى الناس بأسلوب واضح وسهل، بعيد عن الكلمات الصعبة والطويلة». وأكد أن تأليفه «رسالة إلى شاب مسلم»، يأتي من حسه بالمسؤولية تجاه دينه، في وقت يشهد فيه العالم الإسلامي صراعاً داخلياً بين طوائفه المتعددة التي ينعدم بينها الحوار، معرباً عن قلقه حيال ذلك. ونال الكتاب استحساناً كبيراً من الشباب المسلمين، الذين وجدوا فيه ضالتهم في الإجابة عن الأسئلة التي تؤرقهم، وتسليطه الضوء على القضايا التي تعدّ لدى البعض «محرمات». ويناقش غباش في الكتاب الأسباب التي تغري بعض الشباب المسلمين في تبني وجهات نظر متطرفة، ويبحث في الوسائل التي تشجع المعتدلين على كسب المزيد من الشباب إلى صفوفهم، وصوغ مسار التقدم إلى الأمام وتكييف الدين مع وقائع عالمنا المعاصر.
مشاركة :