المعارضة السورية تؤكد أن موضوع الانتقال السياسي أصبح الموضوع الرئيسي الموجود على طاولة المفاوضات الجارية.العرب [نُشر في 2017/03/02، العدد: 10559، ص(2)]بوادر حل جنيف - أعلن وفد الهيئة العليا للمفاوضات الذي يضم ممثلين عن أطياف واسعة من المعارضة السورية بعد اجتماعه مع الموفد الدولي الخاص ستيفان دي ميستورا الأربعاء، أن موضوع “الانتقال السياسي” بات الموضوع الرئيسي على طاولة العملية السياسية الجارية في مدينة جنيف السويسرية. جاء ذلك بعد أن قبل وفد النظام بقيادة بشار الجعفري طرح مسألة الانتقال، وفق ما أكده كبير المفاوضين في وفد الهيئة محمد صبرا لـ“العرب”. وقال محمد صبرا إن النظام اضطر للموافقة بعد ضغوط شديدة من روسيا، التي على ما يبدو قايضته بالفيتو الذي رفعته الثلاثاء، في مجلس الأمن حول مشروع قرار أميركي، بريطاني، فرنسي يدين ارتكابه لهجمات بالكيميائي. وكان وفد النظام قد رفض في الأيام الأولى من بدء محادثات جنيف أي تطرق إلى مسألة الانتقال السياسي. وقال رئيس وفد المعارضة إلى المفاوضات نصر الحريري في مؤتمر صحافي بمقر الأمم المتحدة في العاصمة السويسرية “نلاحظ الآن أن موضوع الانتقال السياسي أصبح الموضوع الرئيسي الموجود على الطاولة”. وأضاف “كانت هناك نقاشات بالفعل معمقة للمرة الأولى حول القضايا المطروحة في موضوع الانتقال السياسي استمعنا إليها من فريق السيد ستيفان دي ميستورا”. وتابع “هذا موضوع طويل وبحاجة إلى مفاوضات وجلسات معمقة أكثر”، مشيرا في الوقت ذاته إلى إحراز تقدم حول المسألة. ومنذ بدء مسار التفاوض في سوريا، تصر المعارضة على بحث الانتقال السياسي الذي يتضمن بحسب رؤيتها تأليف هيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات كاملة من دون أي دور للرئيس بشار الأسد، فيما تطالب الحكومة السورية بالتركيز على القضاء على الإرهاب كمدخل لتسوية النزاع المستمر منذ ست سنوات.محمد صبرا: يجب ألا نتفاءل كثيرا بقبول نظام الأسد مناقشة الانتقال السياسي وأدى ذلك الاختلاف الكبير بين الطرفين إلى انتهاء جولات التفاوض السابقة من دون أن تؤدي إلى أي نتيجة. وطالب رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري منذ بداية الجولة الرابعة الحالية بجعل “الإرهاب” أولوية على طاولة التفاوض. وصرح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الثلاثاء، إثر لقائه الجعفري بأن الأخير “ليس ضد جدول الأعمال المقترح” لكنه يريد إضافة الإرهاب إليه. وكان دي ميستورا اقترح على الوفود المشاركة ورقة تتضمن البحث في ثلاثة عناوين أساسية بشكل متواز هي الحكم والدستور والانتخابات. وقال الحريري “سمعنا من السيد ستيفان دي ميستورا أنه بسبب الضغط الروسي، كان هناك قبول (من قبل نظام الأسد) لتناول القضايا المطروحة في القرار (الدولي) 2254 ويهمنا منها تحقيق الانتقال السياسي”. وأضاف “ما قاله دي ميستورا إن هناك قبولا من وفد النظام لبعض النقاط”، متابعا “حتى هذه اللحظة لم يتم الوصول إلى أجندة واحدة نهائيا، ما زلنا في إطار الملاحظات والرد على الملاحظات”. وأوضح أن المعارضة تركز على مسألة الانتقال السياسي كونه "أهم أهداف وطموحات الشعب السوري الذي دفع من أجله ثمنا غاليا ونفيسا". وثانياً لأن هذا الموضوع "هو المفتاح الذي يمكن أن يوصلنا إلى سوريا آمنة ومستقرة، وهو الطريق الوحيد الذي يمكن من خلاله مكافحة الإرهاب في سوريا والمنطقة". وأبدى في وقت سابق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تذمره من التباطؤ في العملية السياسية المسجلة في جنيف4. وأكد مراقبون أن قبول النظام السوري ببحث الانتقال السياسي يشكل خرقا مهما في مسار جنيف 4، بيد أن المعارضة لا تبدي تفاؤلا كبيرا حيال هذا التغير الذي ترى فيه مناورة جديدة من قبله. وقال كبير المفاوضين لوفد المعارضة السورية محمد صبرا لـ“العرب” “يجب ألا نتفاءل كثيرا بقبول النظام مناقشة الانتقال فالعبرة بالجدية والالتزام الفعلي باستحقاقاته”، محذرا من “أن النظام يجيد عمليات المناورة والتهرب من كل استحقاق جدي يمكن أن ينقذ السوريين من جحيم القتل والدمار الذي صنعه ليبقى في سدة حكم لم يعد يعني شيئا أمام تغول الايرانيين والروس والميليشيات الطائفية”. ومنذ الخميس الماضي تتواصل المفاوضات، في مدينة جنيف السويسرية، برعاية الأمم المتحدة، للبحث عن حل للصراع الدائر بين قوات النظام والمعارضة السورية منذ نحو 6 أعوام، والذي أسقط أكثر من 310 آلاف قتيل، وشرد ما يزيد عن نصف السكان، البالغ عددهم قرابة 21 مليون نسمة.
مشاركة :