قالت المعارضة السورية أمس الخميس إنها تعتقد أنه جرى الآن وضع أساس لمحادثات سلام "جوهرية" عندما تلتقي أطراف الصراع مجددا الشهر المقبل بما في ذلك المضي قدما لبحث القضية الخلافية المتعلقة بالانتقال السياسي. وتم تسليم وثيقة لوفدي الحكومة والمعارضة في محادثات جنيف صاغها مبعوث الأمم المتحدة تحدد المبادئ الأساسية فيما وصفه دبلوماسي بأنه "خطوة صغيرة" للأمام. وقالت بسمة قضماني العضو بوفد المعارضة بعدما اختتمت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة محادثاتها مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص ستافان دي ميستورا "نخرج من هذين الأسبوعين ولدينا شعور بأننا وضعنا على الأرجح الأساس لمحادثات جوهرية في الجولة التالية" وأضافت "لم نعقد مثل هذه المحادثات الجوهرية". وكان التقدم بطيئا مع تجنب الوفد الحكومي أي محادثات عن المسألة الخلافية الخاصة بالانتقال السياسي أو مصير الرئيس بشار الأسد الذي تطالب المعارضة برحيله. لكن دي ميستورا قال إنه سعى لتحديد ما إذا كانت هناك نقاط مشتركة بين مختلف الأطراف وإعلانها. وقال دبلوماسي غربي كبير "وُضعت مبادئ أساسية. دي ميستورا يود أن يعلن أن كل الأطراف وافقت حتى ينتقل إلى مسألة الانتقال في الجولة التالية. إنها خطوة صغيرة لكن ضرورية. والنتيجة غير سيئة". ويحتوي ملخص للوثيقة اطلعت عليه رويترز على بنود تشمل إصلاح مؤسسات الدولة وفقا للمعايير الدولية ورفض الإرهاب بشكل قاطع وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يضمن انتقالا سياسيا. وتنادي الوثيقة أيضا بعدم التسامح مع أي أفعال انتقامية من أي طرف وإعادة بناء الجيش السوري على أساس وطني وضمان قيام دولة ديمقراطية غير طائفية والحفاظ على حقوق المرأة في التمثيل العادل. وقالت دبلوماسية غربية "إنها تلخص مجموعة أساسية من المبادئ التي يعتبرها مشتركة بشكل أو بآخر بين الجانبين مع توقع أن الطرفين عندما يجتمعان مجددا سيبحثان جوهر الانتقال السياسي وليس المبادئ" وأضافت "هذا بالطبع يتوقف على استعداد وفد النظام السوري لمناقشة الانتقال السياسي وهو ما يقاومه حتى الآن" وقالت إن روسيا بحاجة للضغط على الحكومة السورية في الفترة الانتقالية لضمان عدم سير المحادثات في طريق مسدود. وقال رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري إن وثيقة من الأمم المتحدة ستراجع في دمشق قبل الجولة القادمة من المحادثات. وبعد اجتماع الجعفري مع مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني -وهو اجتماع نادر مع مسؤول غربي رفيع- تحدث بلهجة ايجابية وعبر عن اعتقاده بأن جولة المحادثات كسرت جمودا دبلوماسيا. لكن موجيريني ودي ميستورا أبلغاه أن تسريع الانتقال السياسي في سورية هو الطريق الوحيد لهزيمة جماعات مسلحة مثل تنظيم داعش. ويقول دبلوماسيون إن من المرجح أن تبدأ الجولة القادمة من المفاوضات بعد أسبوعين.
مشاركة :