موسكو - دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس إلى "حوار وطني شامل" في ليبيا وذلك خلال محادثات مع رئيس حكومة الوفاق الليبية المدعومة من الأمم المتحدة فايز السراج عقب مساعي منافسه الرئيسي المشير خليفة حفتر تعزيز العلاقات مع موسكو. وقال لافروف للسراج في بداية اللقاء "نحن مقتنعون بأن الشعب الليبي وحده بجميع أطرافه هو القادر على التغلب على الأزمة الحالية من خلال حوار وطني شامل يهدف إلى المصالحة". ووصف لافروف موسكو بأنها "صديق قديم" لليبيا، مؤكدا أنها "ستدعم بقوة ضرورة خلق الظروف التي تمكن الليبيين أنفسهم من حل مشاكلهم". وتأتي زيارة السراج إلى موسكو فيما لا تزال بلاده في حالة من الفوضى بعد ست سنوات من الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي في 2011. وتجد حكومة الوفاق التي تشكلت بموجب اتفاق دعمته الأمم المتحدة أواخر 2015، صعوبة في فرض سيطرتها خصوصا في شرق ليبيا حيث تسيطر سلطات موازية. والمشير حفتر متحالف مع السلطات المنافسة ويقود الجيش الوطني الليبي الذي يقاتل الجهاديين ويسيطر على موانئ تصدير النفط الرئيسية في البلاد. وسعى حفتر إلى تعزيز علاقاته بالكرملين للحصول على دعمها لإنهاء الحظر الدولي على بيع الأسلحة إلى ليبيا. وزار موسكو في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 كما تفقد حاملة طائرات روسية قبالة الساحل الليبي في يناير/كانون الثاني. والشهر الماضي توجه عشرات من مقاتلي حفتر إلى روسيا لتلقي العلاج الطبي في مؤشر على تحسن العلاقات. ويعتقد المحللون أن روسيا متشجعة بنجاحها في سوريا، تسعى إلى ترسيخ وجودها في ليبيا بدعمها حفتر. وفي فبراير/شباط حاولت مصر التوسط لعقد اجتماع بين السراج وحفتر إلا أن المحادثات انهارت. كما تأتي زيارة السراج إلى موسكو بعد أن وقعت شركتا النفط الروسية العملاقة روزنفت والمؤسسة الوطنية للنفط الليبية الأسبوع الماضي اتفاقا لاستكشاف إمكانية التعاون في مختلف المجالات وبينها التنقيب والإنتاج.
مشاركة :