اتهمت وزارة الخارجية الروسية أمس الخميس ابرز هيئة ممثلة للمعارضة السورية بالسعي الى «تقويض» محادثات السلام في جنيف مشككة في قدرة المعارضة على التفاوض مع نظام دمشق حول حلّ للنزاع. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحافيين ان «الهيئة العليا للمفاوضات ترفض التعاون على مستوى متساو مع منصة موسكو ومنصة القاهرة وتقوض بحكم الامر الواقع الحوار تارة مع وفد النظام وطورًا مع مجموعات المعارضة الاخرى». ومنصتا القاهرة وموسكو تضمّان معارضين سوريين يعتبرون مقرّبين من روسيا. وأضافت زاخاروفا «نلاحظ بأسف بعد الايام الاولى للحوار بين الاطراف السورية بأن قدرة المعارضة على التفاوض تثير تساؤلات». وأعلنت ايضا ان روسيا مستعدة لتوسيع برنامج محادثات استانا الذي يعطي الاولوية لحوار بين موفدين عن لنظام وعن الفصائل المقاتلة وتعطي المعارضة مجرد دور استشاري. وأطلقت الامم المتحدة قبل اسبوع عملية التفاوض بين دمشق والمعارضة بعد ثلاث محاولات فاشلة في 2016 في محاولة للتوصل الى تسوية سياسية للنزاع.في الأثناء، قال أبرز مفاوضي المعارضة السورية في محادثات السلام بجنيف إنه يأمل أن يصحح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخطاء «الكارثية» لسلفه باراك أوباما لكي يصبح شريكًا يعوّل عليه في مواجهة ايران «الشيطانية». وسجلت المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة بعض التقدم يوم الأربعاء للمرة الأولى في ستة أيام إذ رأى الطرفان أملا في إمكانية صياغة جدول أعمال يتفق مع رغباتهما غير أنه لا يبدو أن هناك أي احتمال لتحقيق انفراجة حقيقية نظرًا لأن المباحثات غير المباشرة ستختتم في العطلة الأسبوعية. وقال نصر الحريري في إفادة صحفية عقب الاجتماع مع وسيط الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا إن الشعب السوري دفع ثمنا باهظا بسبب الأخطاء التي وصفها بالكارثية التي ارتكبتها إدارة أوباما. وأضاف أن أوباما كذب ولم يفِ بأي من وعوده للشعب السوري وأنه رسم خطوطًا حمراء محاها بنفسه وظل صامتًا على «الجرائم التي ارتكبها بشار الأسد».ميدانيًا، قالت وحدة الإعلام الحربي لجماعة حزب الله الإرهابي المتحالفة مع النظام السوري إن طائرات الجيش السوري وجهت ثماني ضربات في حي الوعر الذي تسيطر عليه المعارضة في حمص أمس. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الضربات أسفرت عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة أكثر من 24 آخرين في الوعر فيما تتواصل محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة في جنيف.وأضاف المرصد أن قصفا شنّه مقاتلو المعارضة على حي الزهراء الخاضع لسيطرة الحكومة أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ستة آخرين. كان تحالف تحرير الشام الإسلامي نفذ هجمات في وسط حمص يوم السبت أودت بحياة عشرات منهم اللواء حسن دعبول رئيس فرع الأمن العسكري في المدينة. واستمر القتال والضربات الجوية في سوريا بعد إعلان وقف إطلاق النار في أنحاء البلاد في مطلع العام بوساطة روسيا حليف الأسد الرئيسي وتركيا الداعم الرئيسي للمعارضين.
مشاركة :