تأثير المنابر الثقافية في رجال ألمع على الوعي المجتمعي

  • 3/3/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في اعتقادي أنها ظاهرة صحية وربما غريبة في نفس الوقت، أن يوجد في محافظة صغيرة منابر أربعة قابلة للزيادة، هي مجلس ألمع الثقافي، واللجنة الثقافية، ومنتدى الدكتور عبدالرحمن الجرعي، وجائزة الشاعر الراحل عبدالله الزمزمي التي أسسها الشاعر خلف العسكري، ومهما كانت المسميات فإن المكان واحد، غير أن التأثير في فكر المجتمع الألمعي يبقى سؤالا مطروحا، خاصة أن المهتمين بالشأن الثقافي يعدون على الأصابع، رغم أن الفعاليات متنوعة وتواكب كل الشرائح باستثناء المرأة، بمعنى أدق منابر رجالية ذكورية في الوقت الراهن، والواقع يقول إن كل هذه المنابر يديرها تربويون وأساتذة جامعات، ولكن التأثير في المواطن العادي البسيط يكاد يكون منعدما، وإن النخب هي من تدور في نفس الدائرة، فهل السبب فيما يقدم على هذه المنابر، أم أن هناك أسبابا أخرى أدت إلى عزوف الكثير من العامة عن الحضور، والتفاعل، والتناول، والتحليل، والمشاركة؟ لعلي هنا أطرح إضاءة بسيطة حول عدم الاهتمام، إذ نلاحظ أن كل المنابر لا يتفاعل معها إلا النخبة الثقافية، نفس الأشخاص الذين يعضد بعضهم بعضا، هم كاتب القصة والرواية والشاعر والكاتب والمتذوق والأصدقاء.! وغير ذلك لا تجد من العامة الصامتة ذلك الاهتمام المأمول. وحين تسأل البعض، لا تجد جوابا واحدا مقنعا! غير أن الثقافة لأهلها، وأنها فعل غير ذي تأثير في العقلية الألمعية، حسب زعمهم، رغم أن تلك المنابر مفتوحة للجميع، ونحن نرى أن الدعاية لكل فعالية عادة ما تكون كبيرة، ودعواتها متاحة. والملاحظ كثيرا أن تغييب المرأة عن معظم الفعاليات، وغيابها عن المشاركة يرسل سؤالا آخر أكثر واقعية، عن مدى الصعوبات والموانع التي جعلت المرأة المثقفة تغرد خارج أسوار هذه المنابر، على الرغم من أنه لا يوجد سبب قانوني أو نظامي يمنع حضورها ومشاركتها في الفعاليات! فهل هو إقصاء من نخبة الذكور المثقفة، أم أن المرأة لا تريد الحضور وليس لديها استعداد للإقدام إلى عالم مخيف تعتريه نظرة تشاؤمية؟ منابر متعددة وفعاليات وأمسيات وصخب إعلامي، لكن دون تأثير فكري مجتمعي ألمعي! ولعل الأمر هنا يعود للمكان والزمان والبيئة المحافظة -إن صح التعبير- وأسباب أخرى، علينا دراسة الواقع ووضع الحلول ومساءلة النخبة القائمة على هذه المنابر الثقافية، عن غياب الوعي المجتمعي وعزوف الكثير عن الحضور والمتابعة، وتغييب دور المرأة وعدم الاهتمام من العامة ومن مسؤولي المحافظة وطلاب وطالبات المدارس وشيوخ القبائل، حتى نرى هذه المنابر المختلفة تقدم الجديد والمفيد والفكر والثقافة، ونشاهد الدعم المادي والمعنوي، حتى يكون لها التأثير الإيجابي للعامة قبل النخبة، وأنا أثق أن الكثير لا يعلمون عن هذه المنابر شيئا، لعدم اقتناعهم بما تقدمه، وحتى لا تبقى هذه المنابر الثقافية محصورة في القائمين عليها وأصدقائهم فقط.

مشاركة :