أوروبا المتوجسة من ترامب تؤسس مركز قيادة عسكرية مشتركة

  • 3/3/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بروكسل/برلين - قال مسؤولون ودبلوماسيون في بروكسل إن دول الاتحاد الأوروبي ستتخذ قرارا رسميا الاثنين المقبل لإقامة مركز لقيادة المهام العسكرية المشتركة للتكتل في خطوة رمزية تجاه المساعي المتجددة لتعزيز التعاون الأمني والدفاعي. وتعثرت مسألة تعزيز التعاون الدفاعي لدول الاتحاد الأوروبي لسنوات لكن القضية الحساسة عادت لجدول أعمال الاتحاد بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في 2014 وفي ظل التهديد المتزايد من الإسلاميين المتشددين. وكانت إشارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أنه سيكون أقل التزاما بأمن حلفاء واشنطن في حلف شمال الأطلسي في أوروبا ما لم يحققوا أهدافهم للإنفاق الدفاعي، قد دفعت الاتحاد الأوروبي للتحرك وخلقت شعورا جديدا بأن تأتسيس تكتل عسكري أوروبي بات أمرا ملحا. وفي ديسمبر/كانون الأول 2016 اتفق قادة الاتحاد الأوروبي على استكشاف سبل إقامة مركز "تخطيط دائم للعمليات والقدرة على التصرف على المستوى الاستراتيجي". ويوم الاثنين يجتمع وزراء الدفاع والخارجية من دول الاتحاد وعددهم 28 في بروكسل لاتخاذ قرار بشأن إقامة مركز التخطيط العسكري والقدرة على التصرف كي يضطلع بمهامه هذا الربيع. وسيدير المركز المهام العسكرية غير التنفيذية التي تشمل مهام التدريب الثلاثة الحالية التي يقوم بها الاتحاد في مالي والصومال وجمهورية أفريقيا الوسطى. وفي المستقبل سيشمل المركز أي مهام لبناء القدرات والمراقبة والتسريح ونزع السلاح. وكان مسؤولون أوروبيون قد هونوا في وقت سابق من تأثير تشكيل كيان عسكري أوروبي للمهام المشتركة على حلف شمال الأطلسي والتحالف مع الولايات المتحدة. ونفوا أن يكون هذا التكتل قوة موازية تمهد لفك الارتباط بالحلف الأطلسي. ورغم تطمينات إدارة ترامب للشركاء الأوروبيين، لاتزال بروكسل متوجسة من تقلبات الرئيس الأميركي ومدى التزامه بأمن حلفائه. وتعتزم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لقاء ترامب في 14 مارس/اذار في واشنطن، وفق ما أفاد مصدر حكومي ألماني الجمعة. ومن المتوقع أن تطرح المسائل الأمنية ومدى التزام واشنطن بأمن أوروبا. وقال المصدر إن "التحضير لهذا اللقاء قائم"، فيما قال المتحدث باسم ميركل شتيفان سيبرت "لا ننفي هذا الأمر. سيتم إعلان المزيد من المعلومات في الوقت الملائم". وتحدثت المستشارة الألمانية إلى الرئيس الأميركي هاتفيا مرة واحدة منذ توليه منصبه في نهاية يناير/كانون الثاني. وإعلان موعد أول اجتماع بين المسؤولين المختلفين من حيث الأساليب والأفكار أمر مرتقب. وسبق أن انتقدت ميركل بعض مواقف ترامب، واصفة المرسوم الذي أصدره حول الهجرة بأنه مناهض للمسلمين. كما حذرت من مخاطر الحمائية وخصوصا خلال مؤتمر ميونيخ في فبراير/شباط أمام نائب الرئيس الأميركي مايك بنس. من جهته، وجه ترامب انتقادات شديدة لقرار ميركل فتح أبواب بلادها أمام مئات آلاف اللاجئين في 2015 و2016 معتبرا أنه "كارثي". واتهم ألمانيا بـ"الهيمنة" على الاتحاد الأوروبي، معبرا عن أمله في أن تحذو دول أخرى حذو بريطانيا في انفصالها عن الاتحاد الأوروبي. وفي نهاية يناير/كانون الثاني اتهم بيتر نافارو احد مستشاري ترامب، برلين بـ"استغلال" دول أخرى في الاتحاد الأوروبي.

مشاركة :