التسامح قيمة إنسانية - ثقافة

  • 3/4/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

نحن في الكويت جبلنا على التسامح منذ مئات السنين، وفتحنا أعيننا على الحياة في أجوائه. التسامح من المبادئ الإنسانية النبيلة كما من المبادئ الإسلامية، فالتسامح هو قبول الرأي الآخر بغض النظر عن الاختلاف مع الآخرين، سواء في الدين أو العرق أو السياسة، وهو يعني عدم اكراه الآخر لقبول رأيك أو التخلي عن رأيه تحت أي ضغط أو قوة، وهو التخلي عن ايذاء الآخر أو نبذه لأي سبب، وهو الرحمة والتعاطف مع الآخر.التسامح مفهوم اجتماعي وأخلاقي تدعو جميع الأديان السماوية إليه، كما دعا إليه جميع الأنبياء والمصلحين عبر القرون، وللتسامح دور كبير في تحقيق التعايش السلمي ووحدة المجتمع وتضامنه وتماسكه بالقضاء على الخلافات والصراعات في ما بين البشر، وذلك باحترام ثقافة وعقيدة الآخرين،وهو الأساس الذي اعتمدت عليه وثيقة حقوق الإنسان في العدل والمساواة والحرية في ما بين البشر. ما ذكرناه في حقيقته مبادئ اسلامية أساس الرحمة والعطف والصلح والحلم والعفو، وهي صفات المسلم القوي وليس ضعفاً كما يعتقد البعض، حيث يدعو الإسلام الى التسامح في كل مناحي الحياة، ليس مع أخيه المسلم، بل مع أخيه الآخر في الإنسانية. كم نحن بحاجة الى هذه القيم النبيلة التي يدعو إليها ديننا الحنيف، ونحن نرى حولنا من يقطع الاعناق ويقتل النفوس البريئة باسم الاسلام، وهم في حقيقتهم ليسوا الا خارجين عن الدين.ان التعرض بارغام غير المسلمين على الاسلام انما هو مخالف للنظام الإسلامي، ذلك ان الدين الإسلامي لا يدعو الى الاكراه والاجبار. ولنستشهد بالتاريخ الاسلامي في عهد الرسول والخلفاء الراشدين، فقد كان اليهود والنصارى يقيمون شعائرهم بحرية وأمان، ولم يحدث ان فرض المسلمون الأوائل الاسلام على المؤمنين بالديانات الأخرى بالقوة والاكراه. فالتسامح على مستوى الدولة هو العدل في التشريعات وتنفيذ القوانين واتاحة الفرص المتكافئة لكل شرائح المجتمع من دون تمييز أو تهميش، وهو ما تدعو اليه اتفاقيات حقوق الإنسان وجميع الدساتير. وللتعليم دور أساسي في ارساء التسامح وبذره في المناهج الدراسية لترسيخ التسامح بين الأبناء.ونحن في الكويت جبلنا على التسامح منذ مئات السنين، وفتحنا أعيننا على الحياة في أجوائه، لكن في السنوات القليلة الماضية ظهرت على الساحة أصوات نشاز تدعو الى نبذ الآخر واشاعة الكراهية، وهي مخالفة للفضيلة التي يدعو اليها الاسلام، وهي حرية الرأي والتسامح مع الأطراف الأخرى. فما أحوجنا الى التسامح الديني اليوم في ظل الظروف المحيطة بنا، ونحن نشهد الاقتتال الطائفي البغيض بين شرائح المسلمين، ولذا نحن في أشد الحاجة الى التسامح لأهميته كقيمة إنسانية لخير المجتمع.mousamarafi@hotmail.comالتسامح| حمود البغيلي |تعال وأعطي لك فنون التسامحالعفو تاج احساس يلبس على الراسوالصفح يعطي لك جميل الملامح!سامح و ياما أحلى الرضى والتسامحدرب التسامح يجمع الناس بالناسإن جيت لأصحابك بزين الملامحلقيت من يلقاك في نفس الاحساس

مشاركة :