بينما كنت جالساً أحاول أن أواسي نفسي وألملم أحزاني وأتصنع الضحكة وفي القلب غصة تمزقني، خطرت ببالي وبدأ شريط الذكريات يمر أمامي وزاد آلامي وشوقي وحنيني للقائك، لكن قبل أن تترتب الأفكار التي دمرها الحزن وقبل أن يجف الحبر الذي مازال ينزف بالآلم أقرأ سورة الفاتحة على روحك الطاهرة وروح جميع موتى المسلمين. في يوم الجمعة الموافق للثالث من شهر فبراير للعام 2017 عند الساعة الخامسة والنصف فجرًا استيقظت على خبر هز وجداني وهد أركاني خبر وفاة الأخ والصديق الغالي وليد مظفري (بو خالد) نزل الخبر علي كالصاعقة فجمد الدم في عروقي وأسودت الدنيا في عيوني وتوقفت عقارب الساعة عند تلك اللحظه من هول الفاجعة والآلم بفقد أغلى من تعلق قلبي بطيبته وصداقته، فلا زلت تحت تأثير صدمة الرحيل والفراق وأفكر في كيفية أن الموت خطفه منا دون مقدمات أو سابق أنذار كيف تركنا ورحل دون وداع كيف يرحل ويترك القلب ينزف بأجمل الذكريات. آخ يا الله يتفطر قلبي حزنًا.. عندما أتذكر بأنه رحل وترك أحلامه وأمانياته وترك وراءه زوجة جريحة وثلاثة أطفال في عمر الزهور يبكون حرقة على رحيله ويتقطعون ألما على مكانه الخالي بينهم وفقدانهم لكلمة (بابا)، رحل عنا قبل أن أخبره بمدى حبي له وبمدى اعتزازي بمعرفته فكان نعم الأخ والصديق والرفيق والجميع كان يشهد بحسن أخلاقه وتسامحه وطيبة قلبه وروحه المرحة المتفائلة المحبه للحياة، فلا يوجد شيء في الحياة أصعب من مرارة الفراق وفقدان الأحباب وحرقة الرحيل والتعايش مع الذكريات. لكن الموت علينا حق ولا يمكننا الاعتراض على القضاء والقدر فالحمد لله على كل حال. وفي الختام أسأل الله العظيم أن يمسح على قلب زوجته وأبنائه وأن يلهمهم الصبر والسلوان ويصبرني وأياهم على فراق فقيدنا الغالي. (اللهم اغفر لمن كسرني رحيله، اللهم ارحم من أفجعني موته، اللهم عوض شبابه في الجنه، اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعفُ عنه وأكرم نزله ووسع مدخله وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم جازه بالحسنات إحسانًا وبالسيئات عفوًا وغفرانًا).] محمد جناحي
مشاركة :