السديس يخطب من منبر المسجد النبوي لأول مرة

  • 3/4/2017
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

عبدالعزيز الحربي 2017-03-03 11:00 PM ألقى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، خطبة الجمعة أمس في المسجد النبوي الشريف لأول مرة. شؤون البلاد ذكر السديس أن المتأمل في أحوال الكون سيجد أن أعظم الدلائل على وحدانية الله وأكبر الشواهد على ربوبيته وكمال حكمته وعلمه وقدرته: أنه – عز وعلا – يختار من يشاء من الأشخاص والأمكنة، ويخص ما يريد من الأشياء والأزمنة، لمقاصد عظمى، وغايات كبرى تقوم عليها مصالح العباد فلا شريك له سبحانه، يختار كاختياره، ويدبر كتدبيره، (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ). تعظيم واحترام أضاف السديس أن من أجل ذلك الاختيار اصطفاءه سبحانه طيبة الطيبة المدينة النبوية، لتكون مهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم، هي بعد مكة خير البقاع، وأشرف الأماكن والأصقاع، وتاليتها في الحرمة والإكرام، والتعظيم والاحترام درة الأوطان وقرة البلدان وزينة الأقطار وبهجة الأمصار، إنها مدينة الحبيب صلى الله عليه وسلم ،إنها المدينة المنورة مازالت بالخيرات والبركات مسورة وطيبة الحبيبة وطابة اللبيبة، جعلها الله منطلقاً للرسالة الإسلامية الخالدة ومتنزلاً لوحيه ومهدا لدعوة نبيه، قلعة من قلاع الهدى، وصخرة شماء تتهاوى أمامها سهام العدى، هي منارة الإسلام ومأرز الإيمان، وحضن العقيدة ومركز الحضارة، ومنطلق القيادة والسيادة والريادة للعالم الإسلامي، على ضوء منهج الوسطية والاعتدال بعيداً عن التطرف والغلو والإرهاب والطائفية والإرعاب وتحقيق الاعتصام بالكتاب والسنة كما قال تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا). وعيد شديد تابع السديس: من هنا انطلقت حضارة الإسلام تنضح خيراً وأمناً ورحمة وعدلاً وتسامحاً وسلاماً (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) على أساس التوحيد لله وإخلاص الدين له وتحقيق العقيدة الصحيحة. وقال: هناك بقعة هي روضة من رياض الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال سول الله صلى الله عليه وسلم (مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي) متفق عليه . وعند أحمد (ومنبري هذا على تُرعة من تُرع الجنة) . وعند النسائي (إن قوائم منبري هذا رواتب في الجنة)، معاشر المسلمين، لقد جعل الله هذه المدينة المنيفة حرماً آمناَ لا يهرق فيها دم ولا يحمل فيها سلاح، فالمدينة حرام بين لابتيها وحرتيها وجبليها ومأزميها. وذكر: لا يكيد أهل المدينة أحد أو يريدهم بسوء أو شر إلا انماع كما ينماع الملح في الماء، ومن أظهر في المدينة حدثاً أو آوى محدثاً فقد عرض نفسه للوعيد الشديد. آداب شرعية أضاف الدسيس: أمة الإسلام، إن الواجب علينا جميعاً أن نرعى الآداب الشرعية تجاه هذه المدينة الطاهرة، فاتقوا الله ربكم ـ أيها المسلمون – وأحسنوا الأدب مع مدينة سيد الأبرار والتزموا جميعاً بالآداب الإسلامية في مسجد خير البرية. وذكر السديس: ألا وإن من فضل الله سبحانه أن حظيت مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم بمزيد من العناية الفائقة والرعاية السامقة من ولاة الأمر في بلادنا المباركة منذ تأسيسها إلى اليوم، وأوسع البراهين الناطقة والأدلة العابقة: تلك التوسعة المعمارية التأريخية الباهرة الأخاذة التي تعد مفخرة لكل مسلم وإشراقة ساطعة في جبين التأريخ.

مشاركة :