سكان سيناء يتبنون نظرية «المؤامرة الخارجية» لتفسير تسليح «داعش» وأوضاعهم الصعبة

  • 3/4/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

منذ سنوات، تسيطر نظرية «المؤامرة الخارجية» على عقول بعض النخبة في تفسير كثير من الحوادث التي مرت بها مصر، خصوصاً لدى تناولهم قضية الإرهاب الذي ضرب بلدهم، في أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسي منتصف عام 2013. ويعود هذا الاعتقاد غالباً إلى حجم التسليح والتمويل الذي يلقاه المسلحون المتطرفون، خصوصاً شمال سيناء حيث وجد تنظيم «داعش» موطئ قدم له منذ نهايات عام 2014 بمبايعة جماعة «أنصار بيت المقدس» تنظيم «الدولة الإسلامية» المتطرف، وهو حجم تسليح ضخم يتضح جلياً من بيانات الجيش عن نتائج العمليات العسكرية شمال شبه الجزيرة، وحالياً وسطها. ويميل سكان في سيناء أكثر من غيرهم إلى تبني «نظرية المؤامرة» لتفسير الأوضاع التي آلت إليها مناطقهم، ولهم تبريرات وملاحظات ربما تخفى عن غيرهم. واستعرض ناشطون من شمال سيناء الأوضاع الميدانية الصعبة التي يعايشها السكان، ويشمل ذلك انقطاع المياه على مدار الأسبوع في بعض الفترات، وانقطاع الكهرباء لست ساعات يومياً، وصعوبة الاتصالات في ظل ضعف الشبكات، خصوصاً بين أبناء المحافظة، وأخيراً أجواء القصف المستمر الذي ارتفعت وتيرته في مدينة العريش عقب استهداف تنظيم «داعش» المتطرف مسيحيين في الأسابيع الأخيرة، ما خلف موجة نزوح إلى محافظات عدة أبرزها الاسماعيلية. وفي ندوة نظمها «مركز الكنانة» بالتعاون مع «مبادرة الخيار الوطني» وسط القاهرة، تحدث عضوا «الجبهة الشعبية للدفاع عن سيناء» حاتم البلك وأشرف حفني، الأول خاطب الحاضرين عبر الهاتف من سيناء، فيما حضر الثاني الندوة، فأكدا وجود «دعم خارجي» لتنظيم «داعش» في سيناء، وأن التنظيم الإرهابي «يمتلك أحدث الأسلحة، وعناصره تستقل أحدث سيارات الدفع الرباعي (من طراز لاند كروز2017)، ما يؤكد تقديم دعم لوجيستي لهم من جهات خارجية». وقال البلك إن «سكاناً شاهدوا عناصر من التنظيم تختبئ داخل المنطقة ج التي تسيطر عليها قوة حفظ السلام الدولي، عقب ارتكابها عمليات ضد قوات الجيش المصري، ولا يساورنا شك إزاء ارتباط التكفيريين بإسرائيل، فالتنظيم الذي فجر أحد المساجد الصوفية في المحافظة لم يمس صخرة ديان (صخرة في سيناء منقوشة عليها أسماء ثلاثة جنود إسرائيليين، وهي نصب تذكاري اشترطت إسرائيل حفظه ضمن معاهدة كمب ديفيد) رغم قربها من مناطق وجوده (التنظيم)». ويشكل أهالي محافظة شمال سيناء حلقة أساسية في المعركة الدائرة، وهو ما يظهر في توجيه مناشدات علنية، وأخرى في غرف مغلقة، إلى زعماء القبائل للإدلاء بمعلومات عن مواقع تمركز التنظيم وأعضائه، لكن أهالي المحافظة يستشعرون أن «جهات رسمية وغير رسمية لا تثق باصطفافهم» وفقاً لتعبير البلك الذي أكد أيضاً أن «هناك أزمة ثقة بين الطرفين (الدولة وأهالي سيناء) ترجع إلى عقود ماضية»، وإن كان لا ينفي استقطاب التنظيم المتشدد بعضاً من شباب القبائل في سيناء. وقال: «الوضع في سيناء خرج عن كونه قبلياً إلى فكرياً، فشباب القبائل المنتمون إلى «داعش» مع غيرهم من الوافدين تشربوا ذلك الفكر التكفيري، وتساوى عندهم كل من لا يؤمن بفكرهم، ووضعوه في حكم الكفر، ومع ذلك يراعي التنظيم القبلية في عملية القتل، بمعنى أنه إذا حكم على فرد بالقتل لاتهامه بالتعاون مع قوات الأمن، فإن التنفيذ يتم على يد أحد أبناء قبيلته، حتى لا تثأر نزعة قبلية، أما إذا نفذ الحكم مُسلح ينتمي الى قبيلة أخرى، فإن قبيلة القتيل ستسعى إلى الثأر من قبيلة القاتل».

مشاركة :