وجهت الحكومة الشرعية في اليمن بعودة آلية العمل السابقة بين شركة النفط ومصافي عدن بهدف كسر احتكار جهات مشبوهة وأخرى مرتبطة بالرئيس المخلوع للمشتقات النفطية. وتستمر معاناة اليمنيين في العاصمة المؤقتة عدن بسبب انعدام المشتقات النفطية في السوق المحلي وارتفاع أسعارها في السوق السوداء. ومنذ أكثر من شهر ومحطات تعبئة الوقود مغلقة، وحركة النقل والمواصلات تواجه صعوبات في المدينة، وسط دعوات متزايدة لوضع حد لهذه الأزمة. هذه الأزمة المتعمدة، بحسب تأكيدات مسؤولين في عدن، تسببت أيضاً في انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي لوقت يصل إلى أكثر من 15 ساعة في اليوم، هي ناتجة عن صراع قوى الفساد والنفوذ والمرتبطة بأجندة سياسية بعضها على علاقة بشكل مباشر بالرئيس المخلوع علي صالح. أدوات المخلوع وقال ناشطون في عدن إن هذه الأزمة هي نتاج طبيعي لما تمر به البلاد، ولمحاولة الرئيس المخلوع استخدام أدواته في المحافظات المحررة، لخلق أزمات مستمرة تهدف إلى إيجاد حالة من عدم الاستقرار في هذه المحافظات، وحتى لا تكون نموذجا للمحافظات التي مازالت تحت سيطرت الانقلابيين. ويقول مسؤول رفيع في شركة النفط فرع عدن لـ«البيان» إن سبب انعدام المشتقات النفطية في عدن يعود إلى احتكار استيراد شركة النفط من قبل شركات تعود ملكيتها لشخصيات نافذة، بالإضافة إلى عاملين لحساب الرئيس المخلوع ينشطون بخفاء لضرب الاستقرار في المدينة عبر مفاقمة أزمة المشتقات النفطية. وأضاف أن الأزمة في طريقها للحل، بعد أن تمكنت شركة النفط فرع عدن، من استعادة عافيتها، بفضل دعم الرئيس اليمني والحكومة ودول التحالف لها، حيث كانت على وشك الإفلاس، فتم دعمها مالياً ومعنوياً، وهي الآن تسعى لتحرير عملية استيراد المشتقات النفطية عبر إعلان المناقصات. وقال إن الحرب الأخيرة التي شنتها الميليشيات على عدن، استنزفت شركة النفط فرع عدن، حيث تولت الشركة عملية ضخ الوقود لقوات الجيش والأمن ومحطات الكهرباء في المحافظات الجنوبية، وهو ما تسبب لها بخسائر كبيرة. توجيهات هادي وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وجه قبل أيام، بعودة آلية العمل السابقة بين شركة النفط ومصافي عدن، حيث تقوم شركة مصافي عدن باستيراد النفط الخام وإعادة تكريره وضخه إلى خزانات شركة النفط التي بدورها تقوم بتسويقه وبيعه على المحطات المؤسسات الحكومية الأخرى. ومن المتوقع أن تساهم توجيهات الرئيس هادي، والإجراءات التي اتخذتها شركة النفط أخيراً، في كسر احتكار استيراد المشتقات النفطية ورفع يد الفاسدين المرتبطين بالرئيس المخلوع صالح عن هذا القطاع المهم، وبالتالي إنهاء مشكلة المشتقات النفطية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المجاورة.
مشاركة :