لندن - رويترز: أظهر مسح لرويترز أن منظمة أوبك خفضت إنتاجها النفطي للشهر الثاني في فبراير وهو ما أتاح للمنظمة تعزيز التزامها القوي بالفعل بكبح الإمدادات المتفق عليه بفضل خفض حاد في الإنتاج من جانب السعودية. وتخفض منظمة البلدان المصدرة للبترول إنتاجها نحو 1.2 مليون برميل يوميا من أول يناير في أول إجراء من نوعه منذ 2008 لتصفية تخمة المعروض العالمي من الخام. وتعهدت دول أخرى منتجة من خارج أوبك بخفض بنحو نصف ذلك. وشهدت تخفيضات سابقة لإنتاج أوبك انتهاكات واسعة من الدول الأعضاء وهو ما جعل الالتزام القوي في هذه المرة مفاجأة إيجابية للسوق ولتصعد الأسعار فوق 55 دولارا للبرميل من 35 دولارا قبل عام. وتأمل السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم وحلفاؤها الخليجيون بأن يسهم الخفض في دفع أسعار النفط للصعود إلى نحو 60 دولارا للبرميل حسبما قالته خمسة مصادر من دول المنظمة ومن قطاع النفط لدعم إيرادات المصدرين واستثمارات القطاع . وقال مندوب لدى أوبك "إذا كان الالتزام مرتفعا من جانب أوبك والمنتجين الآخرين فأعتقد أن الأسعار ستصل إلى 60 دولارا.. إذا كان أعلى فسيكون أفضل لكن 60 دولارا سعر جيد". وفي يناير بلغ التزام أوبك بالخفض المستهدف 82 بالمئة بحسب مسح لرويترز وما يزيد على 90 بالمئة وفقا لتقرير المنظمة نفسها. وأبدت وكالة الطاقة الدولية إعجابها بالتزام أوبك واصفة إياه بالمستوى القياسي. وأظهر مسح رويترز أن الإمدادات من الدول الأحد عشر الأعضاء التي لديها مستويات إنتاج مستهدفة بلغت 29.87 مليون برميل يوميا في المتوسط في فبراير انخفاضا من رقم معدل بلغ 29.96 مليون برميل يوميا في يناير و31.17 مليون برميل يوميا في ديسمبر. ومقارنة مع المستويات التي اتفقت الدول على إجراء الخفض منها وهي مستويات شهر أكتوبر في معظم الحالات فإن هذا يعني أن أعضاء أوبك خفضوا الإنتاج 1.098 مليون برميل يوميا من خفض مستهدف تعهدوا به قدره 1.164 مليون برميل يوميا أي بنسبة التزام 94 بالمئة. وأظهر مسح رويترز أن إنتاج السعودية انخفض قليلا في فبراير من هبوط حاد بالفعل في يناير ليبلغ إجمالي الخفض الذي أجرته المملكة 744 ألف برميل يوميا وهو أعلى كثيرا من الخفض المستهدف عند 486 ألف برميل يوميا. وبذلك تواصل السعودية تعويض أثر ضعف الالتزام من أعضاء آخرين من بينهم الجزائر والعراق وفنزويلا وحليفتها الرئيسية الإمارات العربية المتحدة التي خفضت إنتاجها 33 ألف برميل يوميا وهو أقل كثيرا من الخفض المستهدف لها عند 139 ألف برميل يوميا. وأظهر المسح أن العراق خفض الصادرات من موانئ الجنوب في فبراير معززا التزامه وتشير جداول الشحن إلى أن الصادرات ربما تشهد مزيدا من الانخفاض في مارس. ويقول مسؤولون إماراتيون ومصادر في القطاع إن الإمارات ستقترب من مستوى الخفض المستهدف في الأشهر القادمة محسنة متوسط الالتزام خلال فترة الستة أشهر لخفض الإمدادات بدلا من التركيز على الأداء الشهري. وزاد إنتاج إيران قليلا في فبراير عن يناير رغم أن طهران مستثناة بالفعل من الخفض. وزادت نيجيريا -وهي مستثناة أيضا- إنتاجها بينما استقر إنتاج ليبيا على أساس شهري. وأعلنت أوبك مستوى مستهدفا للإنتاج عند 32.5 مليون برميل يوميا في اجتماعها في 30 نوفمبر وذلك بناء على أرقام منخفضة لليبيا ونيجيريا ومع حساب إندونيسيا التي تركت المنظمة منذ ذلك الحين. وتعني زيادات فبراير أن إنتاج أوبك بلغ في المتوسط 32.19 مليون برميل يوميا بزيادة 440 ألف برميل يوميا عن المستوى المستهدف المعدل بعد استبعاد إندونيسيا. ويعتمد مسح رويترز على بيانات ملاحية من مصادر خارجية وبيانات تومسون رويترز ومعلومات من مصادر بشركات النفط ومنظمة أوبك وشركات استشارية.
مشاركة :