غلاف أسود ووجه امرأة متشحة بالسواد أيضا، وقد عقصت غطاء رأس أبيض، تاركة جديلتها الطويلة تتدلى من أسفله على جانب الرقبة، وقد ارتسمت على وجهها نظرة تأمل، تعكس الكثير والكثير مما يجول في النفس.من الوهلة الأولى يجذب كتاب "الصعيد في بوح نسائه" للكاتبة المصرية الشابة سلمى أنور الاهتمام. ووفقا لـ "رويترز"، فإن الكتاب اعتمدت فكرته على سلسلة مقالات نشرتها سلمى أنور عن الجنوب المصري في عيون المرأة الصعيدية على موقع "مصريات"، ثم جمعتها في كتاب أضافت إليه مزيدا من الحكايات.في الإهداء توجه الكاتبة كلامها إلى صعيدية تدعى "نفيسة"، ليتحول الإهداء إلى "النفيسات" الأخريات في أرجاء الصعيد، في دلالة مزدوجة للمرأة الصعيدية بوجه عام أيا كان اسمها، ولما تكنه من هموم مكتومة تجعلها "نفيسة الجوهر".تتحدث سلمى أنور في المقدمة عن مجتمع الجنوب، وكيف أن التلفزيون "قاهري الهوى"، لم يفلح في نقل صورة واقعية عن الصعيد، وأن الأعمال الدرامية التي نجحت في نقل واقعه بما يرقى إلى الدقة قليلة جدا. كما تتحدث عن المجتمع الصعيدي شديد التحفظ المدافع بشراسة عن تقاليده وسماته، حتى إن هناك تشابها كبيرا بين مجتمع الصعيد في مطلع القرن العشرين ومجتمع الصعيد المعاصر. في المقدمة تروي الكاتبة كيف أنها واجهت ممانعة كبيرة لدى نساء الصعيد في البوح بمكنون صدورهن "للغريبة البحراوية"، كما وصفنها. لكنها تمكنت من دخول أعماقهن واقتناص بوحهن، وحرصت على حجب أسمائهن، واستخدام أسماء مستعارة.ولا يغفل الكتاب الإشارة إلى مكانة المرأة الصعيدية، وكيف أنها في كثير من الأحيان تلعب دور نازع الفتيل، بحكمتها وحسن تصرفها، وهو ما منع أزمات عضالا مثلما فعلت "مزيونة"، التي صارت حكايتها تروى على مر الأجيال.Image: category: منوعاتAuthor: «الاقتصادية» من الرياضpublication date: السبت, مارس 4, 2017 - 03:00
مشاركة :