وفد منظمة التحرير بدأ محادثاته في غزة ونتانياهو يخيّر الفلسطينيين بين السلام و «حماس»

  • 4/23/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

وصل وفد منظمة التحرير الفلسطينية للمصالحة إلى مدينة غزة أمس آتياً من رام الله، وسط الضفة الغربية، بعد تلقيه التوجيهات النهائية من الرئيس محمود عباس، وسط تهديدات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الفلسطينيين بالاختيار بين السلام وحركة «حماس». وفور وصوله إلى غزة، التقى الوفد الخماسي المؤلف من عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد، والأمين العام لحزب «الشعب» بسام الصالحي، والأمين العام للمبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، والأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية جميل شحادة، ورجل الأعمال منيب المصري، مع نائب رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» رئيس حكومتها إسماعيل هنية في منزله مساء أمس. وضم وفد «حماس» عدداً من أعضاء مكتبها السياسي، ومن بينهم موسى أبو مرزوق الذي وصل إلى غزة أول من أمس آتياً من القاهرة حيث يقيم منذ ثلاث سنوات. وعرقلت إسرائيل وصول الوفد ساعات طويلة قبل أن تمنح البرغوثي تصريحاً يخوّله دخول القطاع، بعدما أصرت على عدم منحه التصريح. وقال نتانياهو، خلال احتفالات الأعياد اليهودية في مدينة «أور عكيفا» قرب حيفا: «حان الوقت ليحسم الفلسطينيون خياراتهم، وفي حال رغبوا في السلام فعليهم إبلاغنا». واعتبر رئيس حزب «البيت اليهودي» نفتالي بينيت أنه يجب مواجهة نيات المصالحة بين «فتح» و «حماس» بوحدة الشعب الإسرائيلي، واصفاً وحدة الحركتين بـ «الوحدة الإرهابية». وجاءت هذه التهديدات في وقت استقبل عباس في مقره الوفد قبيل توجهه إلى غزة. وجدد الأحمد في أعقاب اللقاء قوله إن الزيارة «تهدف إلى بحث كيفية تنفيذ إعلان الدوحة، وتشكيل حكومة توافق وطني من كفاءات مستقلة برئاسة الرئيس» عباس، مشدداً على أن «أي تغيير (على الاتفاقات السابقة) غير وارد الآن». وأضاف الأحمد في تصريحات صحافية أن «الاجتماع مع قيادة «حماس» يهدف إلى الاتفاق على موعد الانتخابات كافة، إما بإعلان موعد الانتخابات بعد ستة أشهر من تشكيل الحكومة، أو تخويل الرئيس التشاور مع الفصائل والفعاليات الفلسطينية لتحديد موعد الانتخابات في وقت لاحق خلال ستة شهور». وأشار إلى «أننا سنبحث في اجتماعات لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير، وسنطرح على هنية أن تستأنف اللجنة أعمالها لتنفيذ المهمات الموكلة إليها وفق إعلان القاهرة عام 2005، ومهمتها الأساسية هي إعادة تشكيل المجلس الوطني بالانتخاب ما أمكن، وبالتوافق حيث ما لا يمكن، والتمهيد لانضمام حركتي «حماس» والجهاد الإسلامي إلى المنظمة». واعتبر أن «كل القضايا الأخرى تفصيلية، ومن مهمة حكومة التوافق الوطني أن تبدأ في تنفيذها على الفور، كما وردت في الورقة المصرية سواء حول الحريات العامة أو ما يسمى بالمعتقلين، أو عمل المجلس التشريعي، أو المصالحة المجتمعية، ووحدة المؤسسات وقضية الموظفين، وهي غير مطروحة للحوار، ولسنا في حاجة إلى حوار جديد الآن ولا في المستقبل». واعتبر منيب المصري في تصريح صحافي أمس أن «الخيار الأوحد للخروج من هذا الوضع السيئ، وتخطي هذه المرحلة الحرجة جداً من تاريخ القضية الفلسطينية، لن يكون سوى بإنهاء الانقسام والتوافق على أسس العمل المشترك، وتسخير خلافاتنا وتوظيفها لخدمة المشروع الوطني، وهذا يعتمد على مدى إدراك كل الفلسطينيين حساسية وخطورة المرحلة». ورأى المصري «ضرورة أن يتم الإعلان عن إنهاء الانقسام قبل اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية المزمع عقده السبت المقبل» في رام الله. وأعرب عن أمله في أن تشارك حركتا «حماس» و «الجهاد الإسلامي» في اجتماعات المجلس، معتبراً مشاركتهما «فاتحة لحوار وطني شامل يؤدي إلى ترتيب البيت الداخلي». إلى ذلك، قالت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية إنها «تنظر باهتمام كبير إلى هذه الفرصة الجادة باتجاه إعادة ترتيب البيت الداخلي وتمكينه، وذلك عبر وحدة المؤسسة الوطنية الفلسطينية الجامعة على أسس من الشراكة، وعلى قاعدة تستند إلى وثيقة الوفاق الوطني كمرجعية أساسية». واعتبرت الشبكة في بيان أمس أن «أجواء المصالحة تتطلب من الجهات الرسمية في الحكومتين العمل من أجل توفير مناخات من الثقة عبر احترام الحريات العامة ومبادئ حقوق الإنسان وإنهاء كل التجاوزات عليها». ورأت أن «تحقيق المصالحة يشكّل المدخل الرئيس لاستكمال مسيرة الكفاح الوطني ورفض الشروط الإسرائيلية الرامية إلى تصفية قضية الشعب الفلسطيني وفي المقدمة منها مبدأ «يهودية الدولة» العنصري الطابع». وفي رام الله (أ ف ب) أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن الفلسطينيين لا ينوون حل السلطة الفلسطينية في حال فشل مفاوضات السلام المتعثرة مع إسرائيل. وقال عريقات لوكالة «فرانس برس»: «نحن لا نتحدث عن حل السلطة الفلسطينية. ولا أحد فلسطينياً يتحدث عن حل السلطة الفلسطينية من الجانب الفلسطيني». وأضاف: «إجراءات حكومة إسرائيل برئاسة بنيامين نتانياهو اليومية هي التي تقضي على السلطة وتدمرها يومياً في شكل ممنهج». ووفق عريقات، فإن الإجراءات الإسرائيلية «ألغت الاتفاقيات الموقعة والولاية القانونية والأمنية والاقتصادية والوظيفية للسلطة»، مؤكداً أن «من المستحيل» القبول باستمرار هذا الوضع المفروض من جانب إسرائيل. وحذر مسؤول فلسطيني كبير الأحد من أن الفلسطينيين قد يلجأون إلى حل السلطة الفلسطينية إذا ما فشلت مفاوضات السلام الجارية مع إسرائيل في رعاية أميركية، وذلك في الوقت الذي تبدو فيه هذه المفاوضات على قاب قوسين، أو أدنى من الانهيار. إسرائيلفلسطينالاستيطان

مشاركة :