قال الدكتور عبد الله بن محمد زين، المستشار الديني لرئيس وزراء ماليزيا، إن مؤتمر الإرهاب المقام حالياً في المدينة المنورة يشكل فرصة لتناقل الخبرات، وبوتقة فكرية تنصهر فيها الدراسات العلمية التي تتناول قضية الإرهاب. وأشار زين إلى أنه استعرض خبرة ماليزيا في اعتماد منهج الوسطية في مواجهة الحركات والجماعات الإرهابيَّة، وذلك من خلال بحثه الذي قدّمه بعنوان "منهج الوسطية في مواجهة الحركات والجماعات الإرهابيَّة ــ خبرة ماليزيا". مضيفاً: إن البحث يتناول تجربة بلادي في مواجهة الجماعات الإرهابية، وذلك رغم التنوع الإثني والأيديولوجي والعرقي لمكونات المجتمع الماليزي. حيث ذكرت فيه التغيُّر الذي طرأ على المجتمع الماليزي في القرن التاسع عشر الميلادي؛ حيث انقسم إلى مجتمع متعدد الأعراق والديانات، وإزاء ذلك فقد كفل الدستور الماليزي لمعتنقي الديانات الأخرى إقامة وممارسة شعائرهم بسلام في أي جزء من البلاد. وعلى هذا الأساس فإن جميع سكان ماليزيا بدياناتهم المختلفة يمارسون شعائرهم الدينية بكل محبة وتسامح في جو من الاحترام المتبادل. وتابع: وهذا أقوى دليل على أن منهج الوسطية قد سلك طريقه إلى هذا الوطن منذ بداية كتابة الدستور الماليزي الذي كتب على هدي المنهج الوسطي. وزاد زين: إنَّ الإسلامَ لا يروج للإرهاب لأنه دين يدعو للسلام والأمان والمحبة والتعايش. وقال: إن ماليزيا وضعت خططاً لتصحيح مفاهيم وأفكار من لديهم ميول إرهابية لإزالة الغموض أو اللبس أو الأفكار الدخيلة عليهم، أخذًا بمبدأ الوقاية خير من العلاج. ويشمل ذلك توعية العامة بتعريف الإرهاب وكيفية تحول الإنسان وتطرفه حتى يقع في حبائل الإرهاب. وذلك ليكون كل فرد في المجتمع قادرا على التمييز ويستطيع محاربة هذا الفكر بنفسه. وتابع: لقد بينت في بحثي أن بلادي نجحت في دمج تعاليم الإسلام في الحياة السياسية بدرجة فاقت بعض الدول العربية في الشرق الأوسط. ولعب هذا الدمج دورا كبيرا ومهما في إضعاف النزعة لتشكيل جماعات أو حركات إرهابية. وأكد زين أن نجاح التجربة الماليزية في مواجهة الإرهاب والتطرف هي حصاد تمسكها وتطبيقها لمبدأ الوسطية، معبرا عن سروره بالمشاركة في جلسات مؤتمر الإرهاب الثاني المقام حالياً في المدينة المنورة، إلا أنه وجه نقداً لضيق الوقت، حيث قال إنه كان يأمل لو تم إفساح مزيد من الوقت للمتحدثين وزيادة في أوقات الجلسات.
مشاركة :