عادت إلى موسكو سالمة بعثة أطفال دور الأيتام الأوروبين قادمة من رحلة مغامرة إلى القطب الشمالي، بعد أن أنجزت مهمتها بنجاح. واتجهت بعثة تضم سبعة طلاب من مدرسة من دور الأيتام الأوروبية، بقيادة ماتفيه شباروه إلى منطقة القطب الشمالي، إذ نفذت البعثة في البداية رحلة عبر الطائرة إلى محطة "بارنيو"، وهي أقرب نقطة مأهولة إلى المحيط المتجمد الشمالي. يحملون المعدات اللازمة للرحلة في القطب الشمالي. واستغرقت هذه الرحلة ما لا يقل عن 12 ساعة، وبعد ذلك اتجه أفراد البعثة إلى القطب الشمالي سيرا على الأقدام، بعد أن تدرب أعضاء البعثة ومن بينهم الروسي بافل أستاخوف المسؤول عن تسيير شؤون الأطفال على تنفيذ أعمالهم أثناء الرحلة منذ عدة أشهر في جمهورية كاريليا في شمال غرب روسيا، ثم في أحد مخيمات السياح في ضواحي موسكو. وأجريت التجربة الاختبارية النهائية لأعضاء البعثة في 9 نيسان (أبريل) الحالي، عندما تدرب المشاركون فيها على سرعة ارتداء بدلات خاصة بالسباحة في الماء البارد وعلى اكتساب المهارة في هذه السباحة. بداية التحرك كانت بطيئة وصعبة. وتعتبر مثل هذه المهارات العملية مهمة جدا في منطقة القطب الشمالي، لأنها تفيد في عبور فواصل مائية بين الحقول الجليدية. ومعلوم أن القطب الشمالي هو أعلى نقطة في الكرة الأرضية على محور دورانها ويقع في المحيط التجمد الشمالي، وتستقبل منطقة القطب الشمالي أقل ما يمكن من أشعة الشمس، فهي ثاني أبرد منطقة في الكرة الأرضية تغطيها طبقة سميكة من الثلج على مدار السنة، وقرب هذه المنطقة يقع القطب المغناطيسي الشمالي للكرة الأرضية، والقطب الشمالي أكثر دفئا بكثير من القطب الجنوبي، لأنه يقع في نفس مستوى سطح البحر في منتصف المحيط، الذي يمثل مستودعاً للحرارة، على خلاف الكتل اليابسة في القارات المرتفعة عن سطح البحر. الرحلة كانت مغامرة ما بين الثلوج والبحيرات الباردة. وتتراوح درجات الحرارة في القطب الشمالي أثناء فصل الشتاء كانون الثاني (يناير) ما بين 43 درجة مئوية إلى 45 درجة تحت الصفر، أما في فصل الصيف (يونيو ويوليو وأغسطس) فيتراوح متوسط درجات الحرارة حول نقطة التجمد صفر درجة مئوية.