نفى المؤرخ والباحث في التاريخ الحديث الدكتور فائز بن موسى البدراني، أنه خلص إلى انقراض الأنصار بشكل كامل خلال محاضرته العلمية التي قدمها نهاية الأسبوع الماضي بالنادي الأدبي بالمدينة المنورة، وقال في لقاء صريح مع «المدينة»: «إن ما جاء في المحاضرة التي حظيت بالإشادة والثناء من قبل أهل العلم والاختصاص، قد حوّرت لـتصبح محصلتها «كلمة حق أُريدَ بها باطل»، وإن ما حدث من نقل للمحاضرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لم يتسم بالدقة أوالموضوعية»، وأضاف: «حملت المحاضرة توضيح الموقف العلمي الدقيق تجاه الرأي الذي ظهر في العام 1436هـ الذي يقول بأن إحدى قبائل الحجاز العريقة من الأنصار، وهوالأمر الذي لم يرد في أيّ من كتب التاريخ والأنساب، وجاءت المحاضرة لتنقض هذا الرأي»، وكشف عن أن النادي الأدبي في المدينة تعرّض لمحاولات وصفها بـ «الضغط» من بعض الأشخاص لتأجيل المحاضرة أوإلغائها بالرغم مما حملته من دفاع عن نسب الأنصار.القلة والانقراضوقال البدراني ردًا على بعض الانتقادات التي طالت محاضرته التي أقيمت نهاية الأسبوع الماضي بالنادي الأدبي: كان عنوان المحاضرة «قلّة الأنصار من دلائل نبوة المختار» وهوعنوان علمي دقيق ولم تشر المحاضرة إلى خلو المدينة النبوية من أسر الأنصار وإنما تحدثت عن القلة وهناك فرق واضح بين المعنيين، وأضاف: « ولكن من أراد أن يصطاد في الماء العكر حوّر مضمون المحاضرة وأسقط ما جاء فيها لخدمة قضية أخرى تتعارض مع ما ذكر في كتب التاريخ بل إنها لم ترد على لسان أي من المؤرخين أوأهل العلم والاختصاص».تشابه الأسماءوأشار إلى أن المحاضرة موثقة لدى النادي الأدبي وكذلك من خلال الورقة العلمية التي طُرحت خلال اللقاء حيث جاءت مخالفة وتنقض كافة الآراء التي تقول بأن بعض القبائل المعاصرة الموجودة في بعض المواقع بالمدينة المنورة تُنسب للأنصار، وقال: «إن هذا الأمر المستحدث في التاريخ حدث نتيجة تشابه الأسماء، وهذه مقوله جديدة لم ترد على لسان أي من المؤرخين أوالعلماء على مرّ التاريخ وهو في نهاية المطاف ما يُخالف حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الناس يكثرون ويقل الأنصار حتى يكونوا في الناس بمنزلة الملح في الطعام».الآراء المخالفةوتابع: «أمرٌ طبيعي أن تجد بعض المخالفين للآراء العلمية الموثقة التي نقدمها من خلال المحاضرات في النوادي الأدبية وهوالأمر الذي قد لا يتفق مع أهواء بعضهم سواء عن جهل أو بدوافع الغيرة والحسد أو أنها تفند أقوالهم وتناقضها ويتضح ذلك من الخلفية الثقافية لهؤلاء لدرجة أن بعضهم لا يُصّنف كباحث أومؤرخ ولم يصدر له كتابٌ واحدٌ على الأقل بل إن بعضهم لم يكتب مقالًا واحدًا في صحيفة ولم يُلق محاضرة على منبر علمي في هذا المجال، إلا أنك ستجده ينتقد ما يُقدم من محاضرات علمية موثقة بالقرائن والأدلة».الورقة العلميةواعتبر البدراني أن ثناء أهل العلم والاختصاص على ما جاء به في المحاضرة وما حملته الورقة العلمية كان بمثابة الإنصاف أمام الحملة التي تعرض لها نتيجة النقل السيئ أوالمعتمد، وقال: «إن من حضر المحاضرة التي أقيمت في النادي الأدبي خرج بانطباع ممتاز وجميعهم أثنوا على ما جاء فيها وذلك بشهادة رئيس النادي الأدبي»، وأضاف: «بفضل الله قدمت ما يُقارب 50 محاضرة في الداخل والخارج بالإضافة إلى العديد من الندوات الثقافية والعلمية وحظيت جميعها بإشادات وثناء أهل العلم والاختصاص».مناوشات بائسةووصف الآراء التي انتقدت ما جاء به في المحاضرة بـ «المناوشات البائسة» التي لن تتجاوز سقف مواقع التواصل الاجتماعي، وقال: «لا يمكن أن ينشر من يدعون انتساب القبائل الكبيرة المعاصرة إلى الأنصار هذا القول في كتاب علمي أوأكاديمي، ولو حدث هذا الأمر سيعترض الأنصار على هذه الادعاءات، فضلًا عن أهل العلم والاختصاص، ولا أعتقد أن توافق وزارة الثقافة والإعلام على طباعته وما هو موجود في بعض الكتب الموجودة في المكتبات بالوقت الحالي يتحدث عن الأوس والخزرج بصفة عامة ولا يصرّح بانتساب هذه القبائل للأنصار».حُسن الأدبونوه البدراني إلى أن محاضرته خلت من ذكر أسماء قبائل بعينها أوأسرّ أو أشخاص، وذلك من باب حُسن الأدب مع الجميع ولكن في حقيقة الأمر إن من حق الباحث التسمية في أي من النقاشات العلمية، وبالرغم من محاولات البعض لإلغاء المحاضرة أو إرجائها من خلال الضغط على النادي الأدبي بحجة أن الأنساب لا تُناقش في محاضرة وستثير الكثير من المشكلات إلا أنها أقيمت لثقة مسؤولي النادي في محتوى الورقة العلمية المقدمة.الاتجاه للتقاضيوعن الأنباء التي تشير إلى عزم البدراني لمقاضاة المسيئين بمواقع التواصل الاجتماعي، قال: «سأنظر في موضوع المقاضاة لاحقًا ولكن القضاء الأكبر سيكون يوم القيامة إن شاء الله، وسأعمل على تنبيه كل من يكتب ضدي وارجو من الجميع التثبت من الحقائق مستقبلًا»، وأضاف: «أصدرت أكثر من 60 كتابا ومؤلفا وأنا بكل تواضع باحث ولست متاجرًا بالثقافة».دون المستوىوعن الحراك الثقافي في المملكة أوضح أن الدولة من خلال المؤسسات العلمية والمراكز والأندية الأدبية تحاول رفع حالة الحراك الثقافي بشكل عام إلا أن مستوى القراءة في الدول العربية دون المستوى المطلوب بالمقارنة مع الدول المتقدمة، وبالرغم من جهود الدولة من خلال إقامة معارض الكتاب إلا أن بعض الكتّاب والناشرين يتعامل مع الكتاب على أنه سلعه تجارية، كما أن بعض مرتادي معارض الكتاب ينظرون إليه كأشياء كمالية ولا ينظرون إليه كمادة علمية.المهام الوظيفية السابقة المدير التنفيذي لمركز الأمير سلطان لأمراض وجراحة القلبمستشار للبحوث التاريخية بدارة الملك عبدالعزيزمدير مركز حمد الجاسر الثقافي.السيرة الذاتية الدكتور فايز بن موسى البدراني الحربيحاصل على درجة الدكتوراة في التاريخ الحديث من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورةباحث متفرغللمؤلف أكثر من 60 إصدارا إلى جانب العديد من المحاضرات والبحوث والمشاركات في المجلات التاريخية المتخصصةعضوالمجلس الثقافي الاستشاري بمؤسسة السديري الثقافيةNext Page >
مشاركة :