انتقاد فلسطيني لمنع إسرائيل إطلاق اسم عرفات على شارع

  • 3/6/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أصدر وزير الداخلية الإسرائيلي، آرييه مخلوف درعي، أمراً إلى رئيس المجلس المحلي لقرية جيت محمد وتد، أمس، يمنحه فيها 48 ساعة لإزالة اللافتة التي تخلد اسم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على شارع في القرية. وقال درعي في رسالته إن القانون يلزم أي سلطة بلدية بأخذ موافقة الداخلية على إطلاق أي اسم على شارع، وإن بلدية جيت لم تبلغ الوزارة بقرارها، لذلك فإن إطلاق اسم عرفات على الشارع يعتبر مخالفة. وتبنى هذا الموقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. فقال خلال افتتاحه جلسة الحكومة الرسمية، أمس، إن حكومته «ترفض تخليد أسماء قتلة لمواطنين إسرائيليين أبرياء أمثال ياسر عرفات والحاج أمين الحسيني (رئيس اللجنة العربية العليا في فلسطين في الأربعينيات من القرن الماضي) وغيرهما». وتبين من التحقيق في الموضوع أن من أثار القضية كان قادة «جمعية معاقي الجيش الإسرائيلي» التي اكتشفت وجود هذا الاسم لشارع في جيت، فتوجهت إلى الوزير برسالة احتجاج، فأصدر قراره بعد التشاور مع نتنياهو. واستنكرت السلطة الفلسطينية، أمس، قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي.وقالت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية في بيان، نقلته وكالة الأنباء الألمانية، إن «عرفات هو من وقع مع الحكومة الإسرائيلية على اتفاقية أوسلو للسلام المرحلي، وهو من اعترف بدولة إسرائيل ضمن ما بات يعرف بالاعتراف المتبادل، وهو من قاد عملية صناعة السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. وعليه من المفترض ألا تكون تسمية شارع باسم عرفات إشكالية لدى أحد الأطراف داخل إسرائيل، خصوصاً أن جيت هي قرية عربية، تسمي شوارعها بأسماء عربية، بناء على ذاكرة المكان والسكان وذاكرتهم الجماعية والوطنية». واعتبرت أن قرار نتنياهو «يكشف كيفية تعامله وتعاطيه مع القضايا المرتبطة بمدى استعداده للتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، ويزيد القلق والشكوك حيال سياساته القائمة على الاستيطان والمصادرة وتشريع القوانين العنصرية في الكنيست الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، والإعدامات الميدانية والهدم وغيرها على هذه الحالة». ووصفت حركة «فتح»، في بيان أمس، قرار نتنياهو بأنه «موقف معادٍ للسلام ورموزه، ولرموز الوطنية التحررية الفلسطينية». وشددت على «مكانة عرفات ورمزيته وطنياً وعربياً وعالمياً»، معتبرة أن «منع إطلاق اسمه على شارع يدلل على مدى العدائية للسلام والرموز الإنسانية المناضلة من أجل تحقيقه». وأوضحت أن «قرارات المسؤولين الإسرائيليين مدفوعة بكراهية وعنصرية لرموز وأسماء حركة التحرر الوطنية الفلسطينية التي تبوأت مكانة متقدمة في سجل الخالدين عالمياً». وذكرت بجائزة نوبل للسلام الممنوحة لعرفات في حياته. وكان نتنياهو قال، أمس، إنه سيمنع قرية باقة - جيت العربية داخل إسرائيل من إطلاق اسم عرفات على أحد شوارعها. وأضاف خلال اجتماع لحكومته: «في إسرائيل لن نطلق على شارع أسماء من قتل الإسرائيليين واليهود. لا يمكن أن نسمح بوجود شوارع تحمل اسم ياسر عرفات أو الحاج أمين الحسيني أو آخرين». وأثار الموضوع نقاشات صاخبة في المجتمع العربي في إسرائيل الذي يخلد عادة أسماء كثيرين من القادة العرب والفلسطينيين، وفي مقدمتهم ياسر عرفات، بإطلاق أسمائهم على شوارع وساحات ونوادٍ وغيرها. وهناك شوارع عربية أطلق عليها اسم حسن البنا، مؤسس حركة «الإخوان المسلمين»، مثلاً ولم تعترض عليها الحكومة الإسرائيلية. ورفض رئيس «القائمة المشتركة» أيمن عودة موقف الحكومة، وقال إن عرفات «كان زعيماً فلسطينياً وعربياً كبيراً قاد مسيرة السلام الفلسطينية - الإسرائيلية. ونتنياهو، الذي كان قد صافح عرفات عدة مرات ووقع معه اتفاقيات عدة، يظهر بهذا الموقف جاحداً وخائناً للأمانة، ويكشف أنه لم يكن يوماً رجل سلام حقيقياً». وقال النائب يوسف جبارين، من القائمة نفسها، إن «عرفات هو القائد الذي اعترف بإسرائيل. فإذا كان رجلاً كهذا يعامل على هذا النحو، فمن سيرى أملاً في السلام مع إسرائيل بهذا الموقف؟».

مشاركة :