الإخلاص طريق الخلاص

  • 3/6/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لكي ندرك معنى الإخلاص وأهميته نحتاج إلى الوقوف أمام معنى النقاء والصفاء والسلامة في قوله تعالى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ} (66) سورة النحل. هذا اللبن الخالص الصافي النقي السليم هو ما تقبله وتقبل عليه النفوس السوية، فلو أعطي إنسان إناء لبن صاف خالص وإناء لبن فيه فرث ودم، أي: لبن ملوث فلن يأخذ غير الخالص من كل شائبة، هذا مثل نضربه لك ولله المثل الأعلى. فإذا قدمت عملا فاجعله لله خالصا، وتذكر اللبن الخالص الذي صفي وخلص من بين فرث ودم، فالخالص هو ما يقبل، فإذا همت نفسك أن تطرح في العمل بحظ النفس، أو أن تلوث العمل بمراعاة نظر المخلوقين وطلب المكانة والجاه عندهم ذكرتها باللبن الملوث الذي شابته الأخلاط وعابته الأوساخ التي علقت به فكان مصيره الابعاد ولم يقبل بحال من الأحوال. إذا التزم العبد الإخلاص خلصت حياته لله فوجد عمله مقبولا عند ربه تبارك وتعالى، ويبارك له في عمله فإن العمل الخالص مثل اللبن الخالص غذاء كاف وقد رأينا لبن الأم يكفي ابنها عن كل غذاء ولا يوجد نوع واحد من الغذاء يغني عن كل أنواع الغذاء إلا اللبن الخالص النقي، فمن خلصت أعماله بورك له فيها وفي ثمارها وفي بقائها. إذا التزم العبد الإخلاص عافت نفسه أن تعمل لغير الله، فمن تعود اللبن الخالص النقي تعاف نفسه ولا ريب كل ما كان ملوثا، فيفطم نفسه عن تلويث عمله بحظها، ويجعل همه كله بنظر الرب تبارك وتعالى وطلب المكانة والمنزلة عنده عز وجل، ومن تعود العمل مع الله لم يرض لنفسه الدنية بالعمل مع غير الله عز وجل. إن التزام العبد بالإخلاص يورثه صفاء الأحوال وسلامتها، ويقوي لديه الحفاظ عليها والاحتفاظ بها، أريت كيف لا يزيد حليب الأم طفلها إلا قوة، وكذا يفعل العمل الخالص لله رب العالمين في حياة صاحبه، لا يزيده إلا قوة، فإن العبد إذا التزم الإخلاص قوي قلبه واستقام عمله، واستتبت أحواله على الجادة، وأورقه الإخلاص عافية ظاهرة على عمله. قلبك محط نظر الرب تبارك وتعالى فاحفظ صفاء قلبك خالصا مخلصا لله رب العالمين، ولا تلوث صفاءه بدخول غير اله فيه، وتذكر وأنت تقدم عملك تقدمه لله عز وجل أن الله سبحانه وتعالى هو أغنى الأغنياء عن الشرك. وتذكر أن اللبن الخالص هو المقبول فقط، وكذلك العمل الخالص لله عز وجل هو الذي يقبل فقط. وخلاصة القول في أهمية الإخلاص: . أن الإخلاص هو طريق الخلاص: فلا يقبل الله تبارك وتعالى من العمل إلا الخالص له وفق ما شرعه على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. . أن الإخلاص نقاء وغير الإخلاص تلوث، فالمخلص قد زكى نفسه وطهرها في عمله قولا وفعلا واعتقادا، وغير المخلص ملوث بالآفات. . أن الإخلاص صفاء وغير الاخلاص أخلاط، فالعمل الخالص صافي صفاء اللبن الخالص. . أن الإخلاص سلامة من العيوب وغير الإخلاص عيوب كله. . وأخيرا فإن المخلصين لا يقدر عليهم إبليس فالإخلاص هو الخلاص.(إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)

مشاركة :