كشف سفير جمهورية المالديف لدى السعودية، عن أن بلاده رفضت عرضاً إيرانياً بفتح محطة إذاعية في المالديف، مبيناً أن بلاده خالية من الطائفية والمذهبية ولا تحتاج إلى نشر أيديولوجية أخرى، وقال: "من وقت لآخر كانت إيران تعرض علينا الدعم، كانوا كمَن يعرض الجزرة من أجل تحقيق أمر ما". وأوضح سفير المالديف لدى المملكة والسفير غير المقيم لدى الإمارات والكويت، عبد الله حميد، أن بلاده قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في مايو 2016 بعد مهاجمتها البعثات السعودية في كل من طهران ومشهد، لافتاً إلى أن ما حدث لم يكن مقبولاً على الإطلاق. وانتقد "حميد"، في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، التورّط الإيراني والتدخل في شؤون المنطقة العربية من اليمن إلى العراق، وسوريا، وقال: "نحن بلد مسلم، ولا توجد لدينا أي طائفية أو مشكلات من هذا القبيل، ونعرف كحقائق الأيديولوجيا والسياسات الإيرانية السلبية في المنطقة، وهذا أمر ليس بالجديد، بل على مر التاريخ". وتابع: "هناك أدلة وحقائق تؤكّد أن إيران متورطة في الكثير من ملفات المنطقة، في اليمن، والعراق، وفي سوريا، ويستخدمون طرفاً ثالثاً بطريقة غير مباشرة، إنهم يهاجمون السعودية في الواقع، وهناك مدنيون سقطوا بسبب الصواريخ الباليستية التي أطلقها الحوثيون باتجاه المملكة، وفي النهاية التحقيقات تشير بأصابع الاتهام إلى إيران؛ لذلك الدور الإيراني في المنطقة سلبي، ونحن نؤمن بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ولا نقبل إطلاقاً أي تدخل من هذا القبيل، ونسعى لإقامة علاقات جيدة مع كل دولة، ولكن دون التدخل في شؤون الدول الأخرى وهو ما تقوم به إيران". ولفت "حميد"؛ إلى أن العلاقات الدبلوماسية التي كانت تربط المالديف بإيران لم تكن قوية في يوم من الأيام، وقال: "كانت لدينا علاقات دبلوماسية معهم، لكنها لم تكن قوية، ومن وقت لآخر كانت إيران تعرض علينا الدعم، كانوا كمن يعرض الجزرة من أجل تحقيق أمر ما، وكثيراً ما طلبوا منا السماح لهم بإنشاء محطة إذاعية في المالديف، ورفضنا مباشرة؛ لأننا بلد مسلم سني 100 %، ولا نحتاج إلى إذاعة تأتي لنشر أيديولوجيا أخرى". وأكد السفير عدم وجود أيّ نشاط لجمعيات أو مشروعات إيرانية في بلاده، مفيداً بأن زيارات بعض المسؤولين الإيرانيين للمالديف كانت متقطعة في السابق، وأردف: "لا يوجد أي وجود لهم على الأرض حتى ممثلهم كان في سريلانكا ويزور المالديف فقط، وحديثاً بسبب الأحداث الأخيرة في اليمن وسوريا والعراق أخبرناهم كثيراً بأننا لا نتفق مع سياساتهم هذه، وأن عليهم تغييرها والابتعاد عن هذا السلوك، وتدريجياً حتى تمت مهاجمة البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد، وهذا أمر لم يكن مقبولاً إطلاقاً بالنسبة لنا، ومباشرة قمنا بإدانة ذلك، ثم قطعنا العلاقات الدبلوماسية معهم وأبلغناهم رسمياً رفضنا التدخّل في شؤون الدول الأخرى".
مشاركة :