محمد المصلح | مناظر صادمة.. إهمال ولا مبالاة.. قاذورات وعبوات مياه فارغة.. أكياس بلاستيكية منتشرة.. سواتر ترابية، هذا مجمل ما كشفته القبس خلال جولتها على المخيمات الربيعية، إذ تحولت بعض مناطق البر إلى مكب للنفايات وتجمع للأوساخ والقمامة بشكل ينم عن إهمال وعدم مسؤولية من قبل بعض المرتادين. لم تقف تلك التجاوزات عند ذلك الحد، بل لوحظ خلال الجولة وجود مساحات مغطاة بالسيراميك والأسمنت، فضلا عن وجود نوافير الماء وزراعات تجميلية غير برية، من دون اكتراث للاشتراطات البيئية والضوابط، التي تساهم في تحقيق مصلحة المواطنين والمقيمين من مرتادي البر، وكذلك المصلحة العامة في الحفاظ على المكونات الطبيعية للبر وعدم الإضرار بها. وما رصدته جولة القبس أيضا تخلي بعض المخيمات الربيعية عن طابع البر البسيط وتحويلها إلى مخيمات «سوبر ديلوكس»، بل أن البعض حولها إلى فنادق 5 نجوم، تاركا وراءه الحياة الفطرية الطبيعية وتحويلها إلى المدنية الحديثة. اشتكى عدد من المواطنين الذين التقتهم «القبس» من عدم التزام الكثير بقرارات البلدية الخاصة بتخصيص المواقع وفقا للإحداثيات، حيث لوحظ الكثير من الأهالي يقومون بنصب مخيماتهم الربيعية دون أن يكون هناك ترخيص، موضحين ان كسر القانون يرجع الى أن البلدية في الأعوام الماضية لم تستطع النجاح في ضبط عمليات التخييم المخالفة، فضلا عن عدم إمكانها إرجاع المبلغ المالي الخاص بالتأمين إلى أصحابه بعد انتهاء الموسم الربيعي، الأمر الذي دعا البعض إلى مخالفة القوانين. وطالب المواطون بضرورة تكليف مراقبين من البلدية مختصين بمراقبة وتنظيم أعمال ومواقع المخيمات خلال موسم التخييم، ووضع آلية لمراقبة المخالفات والالتزام بحماية البيئة وعدم الأضرار بها، وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة للبيئة وشرطة البيئة. ممارسات سلبية وذكر المواطن عبدالله الغضوري أنه، على الرغم من الحملات الإعلامية، البيئة مستمرة، فإن الممارسات السلبية لا تزال موجودة في البر عبر الاستمرار بالتعديات على البيئة البرية نتيجة بعض الأنشطة البشرية خلال موسم التخييم. وبين الغضوري أنه عند المرور على الكثير من المخيمات نجد ان بعضها ساهم في إتلاف وتدهور البيئة الطبيعية والحياة البرية عبر وضع مواد البناء الإنشائية وعمل السواتر الترابية والإطارات لتحديد المخيم وتجريف التربة وكذلك الحفر في الأرض، موضحا ان البعضلم يكترثوا لأرواحهم نظرا لقرب مخيماتهم من خطوط الضغط العالي. من جانبه، أشار المواطن سلمان النجادي الى أن موسم التخييم الربيعي في السابق، كان الأهالي حريصون على الحياة الفطرية للبر دون ان يقطعوا الأشجار أو يقوموا بتبليط المخيمات أو وضع أي مواد ضارة بالبيئة، على الرغم من غياب الوعي البيئي لديهم في ذلك الوقت،أما الآن فإننا للأسف نجد جملة من المخالفات منها دخول المواد الخرسانية الثقيلة في بناء وتصميم دورات المياه داخل المخيمات، إضافة الى الحفريات وعمليات جرف التربة لتسويتها ورمي النفايات بشكل عشوائي وتسوير المخيمات واستخدام الإطارات المستعملة كسواتر علىأطراف المخيمات. نظرة سلوكية بدوره، قال المواطن عبيد الهزاع إن البعض ينظر إلى البر نظرة سلوكية مختلفة، حيث الحرية والتصرف بعشوائية وفرصة لكسر القيود والتمرد بعيدا عن الحياة المدنية داخل المناطق السكنية، موضحا ان تلك التصرفات السلوكية يجب أن تعالج من خلال الأسرة والمنابر الدينية عبر التأكيد على ضرورة النظافة في كل مكان سواء داخل البيت أو خارجة. وتابع أن الحياة الفطرية هي نعمة تجب المحافظة عليها، لاسيما أن هناك العديد من النباتات كانت موجودة في الماضي، الا أنه بسبب المخالفات والتعديات التي تحدث في البر اختفت تلك النباتات الجميلة. العتيبي: رقابة صارمة لمنع المخالفات دعا عضو المجلس البلدي أسامة العتيبي إلى تفعيل القوانين وتطبيقها على المخالفين في موسم التخييم، قائلا إن {مخلفات البر تحتاج إلى رقابة صارمة وقوانين ولوائح وإلى سلوك بشري يترجم حب الوطن إلى أفعال}. وذكر العتيبي لـ القبس أنه طبقا للاشتراطات الموجودة وما يحكمها في قانون حماية البيئة، وكذلك لوائح البلدية تعطي موضوع البيئة أهمية خاصة من خلال عدم العبث بها، موضحا أن تغليظ العقوبات في تلك القوانين يأتي نتيجة الممارسات السلبية التي تحدث في البر. وأكد أن ما نراه من مخلفات في البر أثناء موسم التخييم هو أمر مرفوض، لاسيما أن مستوى التعليم في البلاد مرتفع، مطالبا المواطنين والمقيمين بالمحافظة على البيئة وحمايتها. وأضاف: «لابد من تفعيل الدور الرقابي من قبل البلدية والهيئة العامة للبيئة عبر تطبيق القوانين على كل مخطئ، حتى لا تتفاقم المخالفات أكثر فأكثر}. «الباجيات» والسيارات أوضح المواطن عطاالله غازي أن التعديات البشرية على التربة جعلت الكثير من المناطق البرية تتحول إلى صحراء قاحلة، بسبب استخدام الدراجات النارية والباجيات والسيارات التي دمرت الطبقة السطحية في البر. مخالفات البر تبين من خلال جولة القبس وجود العديد من المخالفات منها: 1- استخدام الأسمنت في تبليط المطابخ ودورات المياه. 2- عمل السواتر الترابية حول المخيمات. 3- عدم التخلص من النفايات بالطرق الصحيحة. 4- حفر الأرض وجعلها مكاناً للصرف الصحي. خطوات تصحيحية شدد عدد من المراقبين على ضرورة قيام البلدية بعدد من الخطوات التصحيحية جراء المخالفات التي تحدث في البر، ومنها: 1-تكثيف الجولات الميدانية ورصد كل المخالفات. 2-مراقبة وإزالة كل المخلفات الموجودة وتنظيفها. 3-تحديد آلية لمراقبة المخيمات المخالفة. 4-وضع لوحات إعلانية إرشادية في المناطق البرية. جانب من المخلفات مخلفات انشائية أمام احد المخيمات تبليط المخيمات بالاسمنت حفر الارض
مشاركة :