رأى وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور محمد عبداللطيف الفارس أن «الكويت كانت وما زالت منارة الفن في خليجنا العربي»، لافتاً إلى أن الفنانين والملحنين الكويتيين أسهموا في تقديم أروع الألحان، مصحوبة بأعذب الكلمات.كلام الفارس جاء مساء أول من أمس، خلال افتتاحه الدورة الثانية لمؤتمر ومهرجان الكويت للموسيقى الذي يجري برعايته، وينظمه المعهد العالي للفنون الموسيقية على خشبة مسرح الموسيقار الراحل ومؤسس المعهد أحمد باقر.وأشاد الفارس خلال الكلمة التي ألقاها، بالمهرجان والمؤتمر، مشيراً إلى تقديم الكويت كل التسهيلات والإمكانات منذ إنشاء المعهد العالي للفنون الموسيقية ومعهد الدراسات الموسيقية للرقي بالفن والإبداع الموسيقي القائم على القواعد العلمية، ولافتاً في الوقت نفسه إلى أن هذا المعهد قدم أجيالاً من المتخصصين في العلوم الموسيقية أثروا الفن الكويتي والخليجي بما تسلحوا به من علوم.وأضاف «أنه بعد مرور هذه السنوات العديدة، كان لزاماً على الدولة بمشاركة أبنائها أن تفكر في تطوير تلك المعاهد العليا لتواكب عصر التقدم والرقي، ولتكون تلك الفنون قائمة على العلم والمعرفة، فصدر المرسوم الأميري رقم 391 بإنشاء أكاديمية الكويت للفنون، والتي قطعنا شوطاً كبيراً في سبيل إظهارها ووضع المرسوم موضع التنفيذ»، متمنياً أن يبدأ خلال الأشهر القليلة المقبلة العمل في هذه المؤسسة وتنفيذ هياكلها التنظيمية والإدارية.في تلك الأمسية، التي قدمتها سودابة علي، كانت الأجواء احتفالية وطنية في المقام الأول، تخللها الغناء للؤلؤ والحنين إلى التراث وفن الصوت وغيرها من الألوان الموسيقية الكويتية، بحضور نائب المدير العام للشؤون المالية والإدارية في أكاديمية الكويت للفنون غالب العصيمي، الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، رئيس المهرجان عميد المعهد العالي للفنون الموسيقية الدكتورمحمد الديهان، مدير المهرجان الدكتور خالد القلاف، بالإضافة إلى حشد كبير من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والمحبين للموسيقى وضيوف المهرجان العرب بينهم الدكتورة أحلام يونس والموسيقار الدكتورعبدالرب إدريس وغيرهم.وأشاد وكيل وزارة التعليم العالي المساعد نائب المدير العام للشؤون المالية والادارية في أكاديمية الكويت للفنون غالب العصيمي، بمخرجات المعهد، وأثنى على كل الجهود المخلصة التي عملت خلال السنوات الماضية من أجل أن يكون منارة لكل أبناء المنطقة، مشيراً إلى أن هناك احتفالا خلال الأيام المقبلة بمناسبة مرور 41 عاماً على تأسيسه.من جهته، ألقى رئيس المهرجان الدكتور محمد الديهان كلمة أعرب فيها عن سعادته لافتتاح الدورة الثانية لمؤتمر ومهرجان الكويت الموسيقى، وقال: «أرحب بكم في بلدكم الثاني الكويت، وطن المحبة والسلام، عبر جسور التواصل الإنساني. وإذا كان المهرجان ولد طموحاً، وهو الآن في عامه الثاني يتطلع إلى مواصلة مسيرته بهمة عالية، فإننا نرجو له الاستمرار بتجدد العطاء وتنوع الروافد والقدرة على تهذيب الوجدان بما يقدمه من أنشطة موسيقية تجمع فيها الأصالة والمعاصرة وإبداعات فنية تترنم بالخير والأمان للأوطان والمجتمعات». ولفت إلى أن معالم المؤتمر والمهرجان تتبلور في نقاط عدة، من أهمها الأبحاث العلمية التي تدعو إلى التنافس في ميدان العلم النافع في ما يتصل بالعلاقة بين الموسيقى والمجتمع، وأيضاً ورش العمل التي يحضر إليها مبدعون على أعلى مستوى في مجال الموسيقى. وتابع: «كما تتنوع في المهرجان الفعاليات ما بين الموسيقى الشرقية والغربية والتركية ووجود العزف المنفرد إلى جانب العزف الجماعي، فضلاً عن المهرجان بالأغنية المحلية من حيث أشكالها وخصائصها وأعلامها وأيضاً تكريم بعض أبناء المعهد العالي للفنون الموسيقية الذين لهم بصمات واضحة تكشف عن إبداعهم المتميز».وأشاد الديهان بكل من أسهم في تنظيم ودعم المهرجان، لا سيما وزارة التعليم العالي وأكاديمية الكويت للفنون وأساتذة المعهد وطلبته، منوهاً إلى أنه وزملاءه وكل من ينتمي إلى المعهد يقدمون لمسة وفاء إلى روح مؤسسه الموسيقار الكبير الراحل أحمد باقر.بعدها، قام راعي الحفل الوزير الفارس ورئيس المهرجان ونائب أكاديمية الفنون بتكريم كل من د. عبدالله الرميثان، الملحن أنور عبدالله، الملحن يعقوب الخبيزي وقائد الفرقة خالد نوري. بعدها، قام الديهان بتكريم الوزير الفارس.وقد تحدث الموسيقار أنور عبد الله في كلمة مرتجلة، أشاد فيها بمؤسس المعهد الموسيقار أحمد باقر، وقال: «لولا هذا الرجل، لما كان هناك هذا المعهد»، لافتاً إلى أنه له أفضال عليه وعلى زملائه، مشيداً في الوقت نفسه بالدكتورالديهان والقائمين على المعهد لتكريمه وزملائه.بعدها، قامت فرقة المعهد العالي للفنون الموسيقية بالمشاركة في تقديم العديد من الأعمال الغنائية والموسيقية، والتي قدمت للمعهد أو التي قدمها من ينتمون إليه وفي مقدمها أعمال الراحل أحمد باقر، حيث كانت البداية مع «سماعي هزام» من ألحان الدكتور بسام البلوشي. ثم قدم الطالب عبدالعزيز المعنى «هنياه عيونك»، بعدها قام كل من جاسم بن ثاني والطالبة ألطاف راشد بأداء أغنية «نحن باقون هنا». وغنّى ماجد المخيني «ويلاه»، فيما قدم جاسم بن ثاني أغنية «عيدي يا كويت». ثم قام الكورال بأداء أغنية «يا لؤلؤاً»، ليغني بعدها الفنان الدكتور حمد المانع «كفي الملام»، ويقدم بعده مشعل حسين أغنية «البارحة» وفهد الحداد «أم السلام»، فيما كان الختام مع فيصل الصراف وشيماء عبر أداء أغنية «مابعد هالديرة».يذكر أن حفل الافتتاح كان تحت إشراف فرقة تياترو المسرحية وإخراج عبدالعزيز صفر.
مشاركة :