بيروت ـ أصدر الكاتب حسن عجمي كتابيْن جديديْن عن الدار العربية للعلوم هُما "المعنالوجيا والمعنافوبيا: من السوبر عولمة إلى السوبر ماضوية"، و"الميتاميزياء: فلسفة ما وراء الميزة". يقول المؤلف إن المعنالوجيا تحوّلت من علم للمعنى إلى آلية سيكولوجية تخدع العقل وتغتاله لكونها تصر على أن لكل مفهوم معنى يختلف عن معاني المفاهيم الأخرى ما أدى بالعقل إلى أن يقع في خديعة معرفية كبرى. فمن خلال المعنالوجيا نشأت مشاكل فكرية لا داع ٍ لوجودها كاعتبار أن العقل يدل على مدلول مختلف عن دلالة الجسد الحي ما حتم نشوء مشكلة كيف من الممكن للعقل والجسد أن يتفاعلا. أما المعنافوبيا فهي الخوف من المعاني والخوض في اكتشافها. يؤكد الكاتب على أن المعنافوبيا تسود اليوم لكوننا نخاف من البحث في المعاني لأسباب عدة منها خوفنا من أن نتغيّر ما أدى بنا إلى أن نخسر المشاركة في إنتاج علوم وفلسفات جديدة. بينما السوبر عولمة هي العولمة الافتراضية وغياب العولمة الحقيقية عن الواقع المعاش, السوبر ماضوية هي اعتبار أن الحقائق والمعاني موجودة فقط في الماضي وأن المستقبل ليس سوى ماض ٍمتكرر. ويرى الكاتب أن السبيل الوحيد لمحاربة السوبر عولمة والسوبر ماضوية يكمن في اعتماد فلسفة السوبر حداثة والسوبر مستقبلية التي تقول بلا محددية الظواهر كافة وإن التاريخ يبدأ من المستقبل ما يجعل الحقائق والمعاني معتمدة في تشكّلها علينا فنصبح فاعلين في صياغة التاريخ بدلا ًمن أن نبقى سجناء يقينياتنا الكاذبة. أما الميتاميزياء كما يعرِّفها المؤلف فتعتبر أن كل شيء فكرة ولغة، وبذلك لا يوجد تمييز حقيقي بين الحقائق التي تبدو مختلفة. الميتاميزياء هي فلسفة ما وراء الميزة التي تؤكد على أنه لا يوجد ما يميّز بين الظواهر بل الظواهر كافة تتضمن بعضها البعض تحليليا. والعلاقة التحليلية هي التي تتشكّل من جراء معاني المفاهيم. فمن خلال معنى مفهوم هذا الشيء أو ذاك تترتب علاقاته مع الأشياء الأخرى وتبنَى وظائفه و أدواره. مثل ذلك اعتبار أن العقل لغة الحياة. ولذلك العقل يتضمن تحليليا ً كلا ً من اللغة والحياة والعكس صحيح ما يحتم ظهور العقل واللغة بمجرد أن تنشأ الحياة. هكذا العلاقة التحليلية المعتمدة على معاني المفاهيم تفسِّر لماذا الكائنات الحية تملك عقولا ً ولغات.
مشاركة :