أردوغان يستعدي الناخبين الأتراك في ألمانيا بنعتها بالنازية

  • 3/7/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تصريحات الرئيس التركي ليست سوى استخفاف بجرائم النازي ضد الإنسانية. وقال يورغن هارت النائب عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي له ميركل "بالمقارنة البلهاء والسخيفة مع النازي خرج إردوغان من نطاق النقاش الرشيد، في الوقت الذي تلتزم فيه ألمانيا بالمعايير الديمقراطية، يحاول الرئيس إردوغان تجريد البرلمان التركي من سلطاته من خلال تعديل دستوري". كانت الشرارة التي أطلقت ثورة غضب إردوغان هي قرارات إلغاء لقاءات جماهيرية في عدد من المدن الألمانية تأييدا للاستفتاء الذي سيجريه على التعديلات الدستورية. وحتى الآن ألغت ثلاث مدن ألمانية هذه اللقاءات واستندت السلطات المحلية إلى مخاوف على سلامة الحاضرين وأعدادهم. وقال مسؤولون أتراك إن لقاء رابعا في مدينة كلسترباخ ألغي الاثنين. وقالت ميركل إن حكومتها الاتحادية لم تلعب دورا في هذه القرارات. وقال شتيفن زابيرت المتحدث باسم الحكومة إن ألمانيا ستسمح للساسة الأتراك بإلقاء الخطب ماداموا صريحين فيما يتعلق بنواياهم ويعلنون عنها في الوقت المناسب ويمتنعون عن نقل الصراعات التركية إلى ألمانيا. وسجل أنصار إردوغان في لقاء جماهيري عقده في اسطنبول تأييدهم لصلافة خطابه بهتافاتهم المعتادة "قف منتصبا" و"لا تنحني" و"الشعب معك". غير أن وصفه للمسؤولين الألمان "بالفاشيين" لحظرهم اللقاءات الجماهيرية لتثبيط همم الناخبين عن التصويت بالموافقة على التعديلات قد يستعدي البعض من حوالي 1.5 مليون ناخب تركي في ألمانيا يحتاج إردوغان بشدة إلى تأييدهم. ولم يكن من الممكن أن يطلق سهما أكثر سمية من ذلك باتجاه ألمانيا التي تشترك معه في عضوية حلف شمال الأطلسي. وقال جوكاي سوفو أوغلو رئيس الجالية التركية في ألمانيا إن لهجة إردوغان تزيد التوتر في صفوف الجالية التركية التي تشهد انقساما بالفعل. وأضاف "إردوغان تجاوز الحد. ويجب ألا تنزلق ألمانيا إلى هذا المستوى". وناشد سوفو أوغلو أعضاء الجالية التركية في ألمانيا التزام الهدوء رغم ما وصفه بوابل متواصل من الرسائل المناهضة لألمانيا ولأوروبا في وسائل الإعلام التركية. الصوت المهاجر وإردوغان زعيم بلا منافس يفوز دائما في الانتخابات بما يقرب من 50 في المئة من الأصوات. وهو في وضع يتيح له الظفر بالسلطات التي يقول إنها ضرورية لتأمين البلاد التي يهددها الإسلاميون والمسلحون الأكراد ومازالت تتعافى من محاولة انقلاب للإطاحة به سقط فيها 248 قتيلا. ويقول خصومه إن النظام الجديد الذي يتيح له إصدار مراسيم وحل البرلمان وإعلان حالة الطوارئ سيلغي الضوابط التي تآكلت بالفعل خلال 15 عاما قضاها في الحكم. وقال عبد القادر سلوي المعلق الذي تربطه صلات وثيقة بحزب العدالة والتنمية الحاكم إن أربعة ملايين ناخب تقريبا يعيشون في الاتحاد الأوروبي يمثلون كتلة تصويت مهمة ربما يرتاب أفرادها في رغبة إردوغان اكتساب مزيد من السلطات. وأضاف "هل حزب العدالة والتنمية يخشى موجة تصويت ‘بلا‘ في مختلف أنحاء أوروبا وخاصة في ألمانيا؟ من المؤكد أن هذا يقلقه لأن الأصوات في الخارج بدأت تخلق تأثيرا كبيرا على نتائج الاستفتاء". وليست ألمانيا وحدها في القلق من اللقاءات الجماهيرية التركية. فقد اعترضت الحكومة الهولندية على لقاء جماهيري في روتردام في حين اقترح المستشار النمساوي فرض حظر في مختلف أنحاء الاتحاد الأوروبي على هذه التجمعات التركية الأمر الذي سيخفف بعض الضغط الواقع على برلين. وقالت صحيفة يني شفق المؤيدة للحكومة التركية في مقال افتتاحي "نحن نشهد الآن موجة من الفاشية تبعث من جديد في مختلف أنحاء ألمانيا والنمسا. وينتشر اتجاه عنصري عبر أوروبا كلها تمهيدا لحرب مفتوحة ضد العدوين العدو التركي والعدو الإسلامي". بل نحت الافتتاحية نحو الدعابة وإن اتسمت بالسخرية إذ قالت "لا يصيبكم الذعر. فنحن لا نخطط لمحاصرة فيينا مرة أخرى" في إشارة إلى المعارك التي دارت في القرنين السادس عشر والسابع عشر وأوقفت التوسع العثماني في أوروبا. وكان إردوغان قد اغتاظ من الانتقادات الألمانية لحملة التطهير واسعة النطاق التي يشنها وشملت اعتقالات وعزل الكثيرين في كل قطاعات المجتمع ممن يشتبه في وجود صلات تربطهم بالانقلاب الفاشل في يوليو تموز. كذلك اتهم برلين بإعانة أعداء تركيا من المسلحين الأكراد إلى المتطرفين اليساريين. وقد طلب عشرات من الدبلوماسيين والشخصيات العسكرية التركية ممن يتهمهم إردوغان بوجود صلات تربطهم بالانقلاب الفاشل اللجوء السياسي في ألمانيا. وتقول وزارة العدل الألمانية إنها تلقت 136 طلبا للجوء. ومما أغاظ إردوغان أيضا الإدانة الألمانية للقبض على صحفي ألماني من أصل تركي وصفه إردوغان بأنه جاسوس. وجاء رد ميركل متحفظا لأسباب منها اعتمادها على تعاون إردوغان في صفقة لوقف طوفان المهاجرين المتدفق على أوروبا من تركيا في العام الماضي بعد أن وصل مليون مهاجر إلى ألمانيا في العام الذي سبقه. وقد وافق إردوغان على قبول إعادة المهاجرين الذين يصلون إلى الاتحاد الأوروبي من تركيا عن طريق البحر. وفي المقابل وافق الاتحاد الأوروبي على تسهيل دخول الأتراك إلى دوله وتحقيق تقدم في مسعى تركيا للانضمام إلى الاتحاد. وحث المقال الرئيسي في مجلة در شبيجل الإخبارية الألمانية ميركل على تحرير نفسها من "أصفاد صفقة المهاجرين". ولم يلمح إردوغان حتى الآن إلى أنه قد يتراجع عن تلك الصفقة غير أن المسؤولين الأتراك يبدون استياءهم من عدم وفاء أوروبا بما عليها من التزامات. وقال مسؤول كبير في الحكومة التركية "في حين أننا نتوقع الدعم الكامل من ألمانيا في قضايا مثل صفقة المهاجرين وتحرير التأشيرات والعضوية الكاملة لتركيا في الاتحاد الأوروبي فإن العكس تماما هو ما يحدث".

مشاركة :