الغموض يلّف مستقبل «أوبل» تحت سيطرة «بيجو ستروين»

  • 3/8/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فرانكفورت (د ب أ) بعد إعلان مجموعة «بيجو ستروين» (بي.إس.إيه) الفرنسية العملاقة لصناعة السيارات اتفاقها مع منافستها الأميركية «جنرال موتورز» (بي .إس.إيه) لشراء الفرع الأميركي للمجموعة الذي ينتج سيارات «أوبل» في ألمانيا «وفاكسهول» في بريطانيا، يتساءل الألمان عما يخبئه المستقبل لشركة «أوبل» تحت سيطرة «بي.إس.إيه». وبمجرد إعلان الاتفاق، قال كارلوس تافاريز، رئيس الفرع الفرنسي للمجموعة، إن الاستحواذ على «أوبل» سيجعل من بيجو ستروين «بطلا أوروبياً في صناعة السيارات». ولكن الخبراء يتوقعون إجراءات صارمة لإعادة الهيكلة قبل أن تشكل الشركتان الفرنسية والألمانية فريقاً جديداً ينافس على البطولة في أوروبا. وقبل كل شيء، يمكن رصد مشاعر الخوف من فقدان آلاف الوظائف في مصانع أوبل بعد انفصالها عن الشركة الأميركية الأم. ويقول فرديناند دودينهوفر، أحد أكبر خبراء صناعة السيارات في ألمانيا، إنه لا يرى أي إمكانية لدى «أوبل» لكي تتوسع في أسواق جديدة أو تزيد مبيعاتها. فكل من «بي.إس.إيه» و»أوبل» تنتجان تقريباً مجموعات طرز متشابهة وتركزان بشدة على أوروبا وكلتاهما تعاني من تراجع مطرد في حصتهما السوقية. ولم ينجح «تافاريز» في إعادة «بي.إس.إيه» على الربحية إلا من خلال عملية خفض نفقات قاسية، وهو الأسلوب الذي قد يلجأ إليه في أوبل لإعادتها إلى طريق الأرباح. ونقلت مجلة «مانيجر ماجازين» الاقتصادية الألمانية عن الاستشاري في صناعة السيارات مارك شتاودينماير، القول «في النهاية، فهي مشتر سيفعل ما يريد» في إشارة إلى استحواذ «بي.إس.إيه» على «أوبل». وأضاف أن «تافاريز» قد يلغي «ببساطة» 10 آلاف وظيفة إذا ما سار قدماً في طريق تطوير هياكل إنتاج صارمة وجعل باريس محوراً مركزياً لعمليات الكيان الجديد. ويضيف شتاودينماير إن تعهد رئيس مجموعة «بي.إس.إيه» باستمرار شركة «أوبل» ككيان مستقل بعد الاستحواذ عليها واستمرار العاملين فيها وعددهم 38 ألف عامل دون تسريح أي منهم حتى نهاية 2018، ليس مهماً. ففي صفقات الاستحواذ الكبيرة، تتلاشى مثل هذه الضمانات في اليوم التالي لإتمام الصفقة من الناحية الافتراضية. ويبحث «فولفجانج شيفر كلوج رئيس مجلس عمال (اللجنة النقابية) شركة أوبل على مستوى أوروبا، عن استراتيجيات مشتركة للتحرك العمالي بما يتجاوز حدود ألمانيا، وهي المحاولة التي سجلت فشلا ذريعاً أثناء أزمة «أوبل» عام 2009. وفي ذلك الوقت، وافق العمال النقابيون البريطانيون على خفض كبير في أجورهم مقابل استمرار عمل مصانع الشركة التي تنتج سيارات «فاكسهول» في بريطانيا، في حين يتم غلق مصانعها في «أنتويرب» البلجيكية و»بوخوم» الألمانية. يقول شتيفان براتسيل، خبير صناعة السيارات في كلية «بيرجش-جلادباخ» الفنية في ألمانيا إنه لن يمكن تجنب تقليص حجم الشركة حتى في ظل وصول مبيعات سيارات «أوبل» إلى أكثر من 4 ملايين سيارة سنوياً. كما سيكون على المجموعة الفرنسية التخلص من الهياكل الوظيفية المتكررة في كل من «أوبل» و»بيجو ستروين» في قطاعات التسويق والمشتريات والمبيعات، إلى جانب تقليص الطاقات الإنتاجية في الكيان الجديد. وبالطبع فهذه الإجراءات لن تتم دون شطب وظائف. يأتي ذلك في حين تشهد «بي.إس.إيه» عملية إعادة هيكلة صارمة، حيث تم شطب نحو 30 ألف وظيفة فيها منذ 2011. وفي الوقت نفسه، سيتم النظر في استمرار تشغيل مصنعي سيارات «فاكسهول» وهي الذراع البريطانية لشركة أوبل، مع تقليص حجمهما حتى يواصلان الإنتاج للسوق المحلية بعد خروج بريطانيا المرتقب من الاتحاد الأوروبي. وسيكون على مصانع أوبل في مدن «روسيلزهايم» و»كايزرسلاوترن» و»إيزناخ» الألمانية الكفاح من أجل البقاء في مواجهة منافسة المصانع التابعة للشركة في بولندا وإسبانيا والنمسا.

مشاركة :