أعلن الفلسطينيون أمس الاتفاق على آليات تنفيذ المصالحة الوطنية والجدول الزمني لإنهاء الانقسام وفي مقدمة ذلك تشكيل حكومة توافق وطني خلال خمسة أسابيع. وقال إسماعيل هنية رئيس حكومة غزة نائب رئيس المكتب السياسي ل"حماس"، في مؤتمر صحافي مشترك مع أعضاء لجنة المصالحة في منزله بغزة "هذه بشرى نزفها للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات انتهاء مرحلة وسنوات الانقسام". وأكد أن الاتفاق نص على "التأكيد على الالتزام بكل ما تم الاتفاق عليه في القاهرة والتفاهمات الملحقة وإعلان الدوحة واعتبارها المرجعية عند التنفيذ". وقال إنه جرى الاتفاق على أن يبدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس مشاورات تشكيل حكومة التوافق الوطني بالتوافق من تاريخه (أمس) وإعلانها خلال الفترة القانونية المحددة لمدة خمسة أسابيع استناداً لاتفاق الدوحة. وأشار إلى أن الاتفاق تضمن أيضاً التأكيد على "تزامن الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني مع تخويل الرئيس تحديد موعد الانتخابات على أن يتم إجراؤها بعد 6 أشهر من تشكيل الحكومة على الأقل". وذكر أنه تم الاتفاق على لجنة تفعيل منظمة التحرير لممارسة مهامها المنصوص عليها في الاتفاقات في غضون خمسة أسابيع من تاريخه، فيما تقوم اللجنة بمتابعة مسألة الانتخابات. وأضاف أنه جرى الاتفاق "على استئناف عمل لجنتي المصالحة المجتمعية والحريات في غزة والضفة، وتنفيذ ما جرى الاتفاق عليه سابقاً في القاهرة، إلى التأكيد على ما تم الاتفاق عليه بتفعيل المجلس التشريعي والقيام بمهامه". احتفالات شعبية وقد خرج آلاف الفلسطينيين عصر أمس الى الشوارع في قطاع غزة احتفالاً باعلان اتفاق انهاء الانقسام والمصالحة. وتجمع المحتفلون قرب ساحة الجندي المجهول على مقربة من مقر المجلس التشريعي في مدينة غزة. كما تجمع آخرون في ميدان خان يونس ومثلهم في رفح في جنوب القطاع وهم يرفعون الاعلام الفلسطينية ويرددون الهتافات ومنها "وحدة وحدة وطنية". كما تظاهر المئات في شوارع شمال القطاع بينما اطلقت مئات السيارات العنان لابواقها في الشوارع احتفالا بالاتفاق الذي كان اعلن قبل دقائق. ورفع المحتفلون رايات حركتي "حماس" و"فتح". غضب في (إسرائيل) وقد ردت (إسرائيل) بغضب على اتفاق غزة. وأعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الغاء جلسة تفاوضية كانت مقررة مساء الاربعاء مع الجانب الفلسطيني. وقال المتحدث باسم نتنياهو "اسرائيل الغت اللقاء التفاوضي الذي كان مرتقبا هذا المساء مع الفلسطينيين". واضاف "يجب على الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان يختار إما المصالحة مع حماس وإما السلام مع اسرائيل، ويمكنه اختيار شيء واحد لا غير، لان هذين الخياريين متوازيان لا يلتقيان".-على حد تعبيره- "فتح" ترفض لغة التهديدات ورفضت حركة "فتح"، التهديدات الإسرائيلية. وقال نائب أمين سر المجلس الثوري للحركة فهمي الزعارير، في تصريح صحافي "المصالحة شأن وطني فلسطيني، وموقف فتح، ثابت لم تؤثر فيه ولن تؤثر الأطراف الخارجية"، مشدداً على أن "تفعيل المصالحة ليس مرتبطا بتعثر المفاوضات أو انتعاشها، بل بضرورة تجديد وتعزيز هياكل السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير وأهدافها الوطنية". وقال الزعارير، إن نتنياهو "يحاول أن يخفي حقيقة الاحتلال وعنصريته وتعدياته عبر بوابة حماس، وكأن العالم يجهل الاحتلال وكأن شعبنا يجهل مدى استفادة الاحتلال من الانقسام". ومن جهته قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات تعليقاً على الموقف الاسرائيلي، إن رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو "اوقف المفاوضات منذ وقت طويل، واختار الاستيطان بدل المفاوضات وعملية السلام". واضاف ان نتنياهو ايضا "هو الذي طرح 10 آلاف عطاء استيطاني خلال المفاوضات وقتل 70 فلسطينياً وهدم عشرات المنازل". في واشنطن، حذرت الخارجية الأميركية من أن اتفاق غزة قد «يعقّد» الجهود الجارية لتحريك العملية السلمية، معربة عن «خيبة أملها». وقالت المتحدثة باسم الوزارة جنيفر بساكي ان على اي حكومة فلسطينية ان تلتزم «دون لبس» مبادىء اللاعنف ووجود (دولة اسرائيل).
مشاركة :